قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=16nindex.php?page=treesubj&link=28990_31979واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا .
أمر الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة : أن يذكر في الكتاب وهو القرآن "
مريم " حين انتبذت من أهلها مكانا شرقيا ، وقوله "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=16انتبذت " أي : تنحت عنهم واعتزلتهم منفردة عنهم ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=16مكانا شرقيا ، أي : مما يلي شرقي
بيت المقدس ،
nindex.php?page=treesubj&link=28908وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة " إذ " " مريم " بدل اشتمال ; لأن الأحيان مشتملة على ما فيها اشتمال الظرف على مظروفه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في الكشاف واعترضه عليه
أبو البقاء وأبو حيان . والظاهر سقوط اعتراضهما ، وأن الصواب معه ، والله تعالى أعلم .
ولم يذكر هنا شيئا عن نسب "
مريم " ولا عن قصة ولادتها ، وبين في غير هذا الموضع أنها ابنة
عمران ، وأن أمها نذرت ما في بطنها محررا ، تعني لخدمة
بيت المقدس ، تظن أنها ستلد ذكرا " فولدت
مريم " ، قال في بيان كونها ابنة
عمران :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=12ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها الآية [ 66 \ 12 ] ، وذكر قصة ولادتها في " آل عمران " في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=35إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=36فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=37فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يامريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب [ 3 \ 35 - 36 ]
وقوله " مكانا " منصوب لأنه ظرف .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=16nindex.php?page=treesubj&link=28990_31979وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا .
أَمَرَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : أَنْ يَذْكُرَ فِي الْكِتَابِ وَهُوَ الْقُرْآنُ "
مَرْيَمَ " حِينَ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ، وَقَوْلُهُ "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=16انْتَبَذَتْ " أَيْ : تَنَحَّتْ عَنْهُمْ وَاعْتَزَلَتْهُمْ مُنْفَرِدَةً عَنْهُمْ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=16مَكَانًا شَرْقِيًّا ، أَيْ : مِمَّا يَلِي شَرْقِيَّ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=28908وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ " إِذِ " " مَرْيَمَ " بَدَلُ اشْتِمَالٍ ; لِأَنَّ الْأَحْيَانَ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى مَا فِيهَا اشْتِمَالَ الظَّرْفِ عَلَى مَظْرُوفِهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْكَشَّافِ وَاعْتَرَضَهُ عَلَيْهِ
أَبُو الْبَقَاءِ وَأَبُو حَيَّانَ . وَالظَّاهِرُ سُقُوطُ اعْتِرَاضِهِمَا ، وَأَنَّ الصَّوَابَ مَعَهُ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
وَلَمْ يَذْكُرْ هُنَا شَيْئًا عَنْ نَسَبِ "
مَرْيَمَ " وَلَا عَنْ قِصَّةِ وِلَادَتِهَا ، وَبَيَّنَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ أَنَّهَا ابْنَةُ
عِمْرَانَ ، وَأَنَّ أُمَّهَا نَذَرَتْ مَا فِي بَطْنِهَا مُحَرَّرًا ، تَعْنِي لِخِدْمَةِ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، تَظُنُّ أَنَّهَا سَتَلِدُ ذَكَرًا " فَوَلَدَتْ
مَرْيَمَ " ، قَالَ فِي بَيَانِ كَوْنِهَا ابْنَةَ
عِمْرَانَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=12وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا الْآيَةَ [ 66 \ 12 ] ، وَذَكَرَ قِصَّةَ وِلَادَتِهَا فِي " آلِ عِمْرَانَ " فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=35إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=36فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=37فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [ 3 \ 35 - 36 ]
وَقَوْلُهُ " مَكَانًا " مَنْصُوبٌ لِأَنَّهُ ظَرْفٌ .