والأظهر الأول ، وآية آل عمران تدل عليه ، ويؤيده أن لفظة " بشر " نكرة في سياق النفي فهي تعم كل بشر ، فينتفي مسيس كل بشر كائنا من كان . والبغي : المجاهرة المشتهرة بالزنى ، ووزنه فعول عند ، اجتمعت فيه واو وياء سبقت إحداهما بالسكون ، فقلبت الواو ياء وأدغمت في الياء وكسر ما قبلها لأجل الياء كما كسرت في عصي ودلي جمع عصا ودلو ، كما قدمنا هذا مرارا ، والقائل بأن أصل " البغي " فعول ، يقول : لو كان أصله " فعيلا " للحقته هاء التأنيث ; لأنها لازمة في " فعيل " بمعنى " فاعل " وقال المبرد في كتاب التمام : أصل البغي على وزن " فعيل " ولو كان " فعولا " لقيل : بغو ، كما قيل : فلان نهو عن المنكر ، وعلى هذا القول فقد يجاب عن عدم لحوق تاء التأنيث ، بأن البغي وصف مختص بالإناث ، والرجل يقال فيه باغ لا بغي ، كما قاله ابن جني أبو حيان في البحر ، والأوصاف المختصة بالإناث لا تحتاج إلى تاء الفرق بين الذكر والأنثى كحائض ، كما عقده ابن مالك في الكافية بقوله :
وما من الصفات بالأنثى يخص عن تاء استغنى لأن اللفظ نص