كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين قوله تعالى : وتأكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما بعد ما بين سبحانه صحة المفاهيم في العطاء والمنع ، جاء في هذه الآيات وبين حقيقة فتنة المال إيجابا وسلبا جمعا وبذلا ، فبدأ بأقبح الوجوه من : الإمساك من عدم إكرام اليتيم ، مهيض الجناح ، مكسور الخاطر ، والتقاعس عن إطعام المسكين ، خالي اليد ، جائع البطن ، ساكن الحركة ، وهذان الجانبان أهم مهمات بذل المال وهم يمسكون عنها ، وقد بين تعالى أن هذا الجانب هو اقتحام العقبة عند الشدة ، في قوله تعالى في سورة " البلد " : فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة [ 90 \ 11 - 16 ] .
ومن الجانب الآخر : وتأكلون التراث أكلا لما أي : الميراث ، فلا يعطون النسوة وهن ضعيفات الشخصية ، أحوج إلى مال مورثهن ، وتحبون المال حبا حتى استعبدكم وألهاكم التكاثر فيه .
وهنا لفت نظر للفريقين ، فمن أعطي منهم : لا ينبغي له أن يغفل طرق البذل الهامة ، ومن منع : لا ينبغي له أن يستشرف إلى ما لا ينبغي له . وبالله تعالى التوفيق .