قوله تعالى : إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ولا تقف ما ليس لك به علم
نهى جل وعلا في هذه الآية الكريمة عن اتباع الإنسان ما ليس له به علم ، ويشمل ذلك قوله : رأيت ، ولم ير . وسمعت ، ولم يسمع ، وعلمت ، ولم يعلم . ويدخل فيه كل قول بلا علم ، وأن يعمل الإنسان بما لا يعلم ، وقد أشار جل وعلا إلى هذا المعنى في آيات أخر ; كقوله : إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون [ ص: 146 ] [ 2 \ 169 ] ، وقوله :
قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون [ 7 \ 33 ] ، وقوله : ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم الآية [ 49 \ 12 ] ، وقوله : قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون [ 10 \ 59 ] ، وقوله : وإن الظن لا يغني من الحق شيئا [ 53 \ 28 ] ، وقوله : ما لهم به من علم إلا اتباع الظن [ 4 \ 157 ] ، والآيات بمثل هذا في ذم اتباع غير العلم المنهي عنه في هذه الآية الكريمة - كثيرة جدا ، وفي الحديث : " " . إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث