أخبر جل وعلا في هذه الآية الكريمة عن اختلاف الناس في ، فذكر ثلاثة أقوال على أنه لا قائل برابع ، وجاء في الآية الكريمة بقرينة تدل على أن القول الثالث هو الصحيح والأولان باطلان ; لأنه لما ذكر القولين الأولين بقوله : عدة أصحاب الكهف سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم الآية [ 18 \ 22 ] ، أتبع ذلك بقوله : رجما بالغيب ، أي : قولا بلا علم ، كمن يرمي إلى مكان لا يعرفه فإنه لا يكاد يصيب ، وإن أصاب بلا قصد ; كقوله : ويقذفون بالغيب من مكان بعيد [ 34 \ 53 ] .
وقال القرطبي : الرجم القول بالظن ، يقال لكل ما يخرص رجم فيه ومرجوم ومرجم كما قال زهير :
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجم
ثم حكى القول الثالث بقوله : ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم فأقره ، ولم يذكر بعده أن ذلك رجم بالغيب ، فدل على أنه الصحيح ، وقولـه : ما يعلمهم إلا قليل ، قال : أنا من ذلك القليل الذي يعلمهم ، كانوا سبعة . وقوله : ابن عباس قل ربي أعلم بعدتهم فيه تعليم للناس أن يردوا علم الأشياء إلى خالقها جل وعلا وإن علموا بها ، كما أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم بمدة لبثهم في قوله : ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا [ 18 \ 25 ] ، ثم أمره مع ذلك برد العلم إليه جل وعلا في قوله جل وعلا : قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض الآية [ 18 \ 26 ] ، وما قدمنا من أنه لا قائل برابع قاله ابن كثير أخذا من ظاهر الآية الكريمة . مع أن ابن إسحاق قالا : كانوا ثمانية ، والعلم عند الله تعالى . وابن جريج