قال تعالى إن الله نعما يعظكم به أي نعم الشيء الذي يعظكم به وهو هنا : أداء الأمانات [ ص: 146 ] والحكم بالعدل ; لأنه لا يعظكم إلا بما فيه صلاحكم وفلاحكم ما عملتم به مهتدين متعظين : إن الله كان سميعا بصيرا فلا يخفى عليه شيء من أقوالكم ولا من أفعالكم ، ولا من نياتكم ، فلا تدعوا ما ليس فيكم من الأمانة والعدل ولا تقولوا ما لا تفعلون ; فإنه سيجزي كل عامل بما عمل .
مخاطبا بذلك جمهور الأمة ، ولما كان يدخل في رد الأمانات توسيد الأمة أمر الأحكام إلى أهلها القادرين على القيام بأعبائها ، وكان يجب في الحكم بالعدل مراعاة ما جاء عن الله تعالى وعن رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما يتجدد للأمة من الأحكام ، وكانت المصلحة في ذلك لا تحصل إلا بالطاعة ، قال عز وجل :
أمر الله تعالى برد الأمانات إلى أهلها وبالحكم بين الناس بالعدل