الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          فأولئك مع المؤمنين الذين هم لتلك الأعمال عاملون ، يكونون مع المؤمنين لأنهم منهم ، يؤمنون إيمانهم ويعملون عملهم ، ثم يجزون جزاءهم ، وهو ما عظم الله تعالى شأنه بقوله وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما ، أي : سوف يعطيهم في الآخرة أجرا لا يعرف أحد كنهه فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ( 32 : 17 ) .

                          ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ، استفهام إنكاري بين الله لنا به أنه سبحانه لا يعذب أحدا من عباده تشفيا منه ولا انتقاما بالمعنى الذي يفهمه الناس من الانتقام بحسب استعمالهم إياه فيما بينهم ، وإنما ذلك جزاء كفرهم بنعم الله عليهم بالحواس والعقل والوجدان والجوارح ، باستعمالها في غير ما خلقت لأجله من الاهتداء بها إلى تكميل نفوسهم بالعلوم والفضائل والأعمال النافعة ، وكفرهم بالله تعالى باتخاذ شركاء له ، وإن سماهم بعضهم وسطاء وشفعاء ، فبكفرهم بالله تعالى وبنعمه عليهم في الآفاق وفي أنفسهم تفسد فطرتهم ، وتتدنس أرواحهم فتهبط بهم في دركات الهاوية ويكونون هم الجانين على أنفسهم ، ولو شكروا وآمنوا فطهرت أرواحهم من دنس الشرك والوثنية ، وظهرت آثار عقولهم وسائر قواهم بالأعمال الصالحة المصلحة لمعاشهم ومعادهم ، لعرجت بهم تلك الأرواح القدسية إلى المقام الكريم ، والرضوان الكبير في دار النعيم ، وقدم الشكر هنا على الإيمان ; لأن معرفة النعم والشكر عليها طريق إلى معرفة المنعم والإيمان به .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية