مسألة
في النهي عن ووجوب تجنب إطلاق الزائد على بعض الحروف الواردة في القرآن . ذكر لفظ الحكاية عن الله - تعالى ،
وكثيرا ما يقع في كتب التفسير " حكى الله - تعالى " وهذا ينبغي تجنبه .
قال الإمام في كتابه " المرشد " : قال معظم أئمتنا : لا يقال : " كلام الله يحكى " ، ولا يقال : " حكى الله " لأن الحكاية الإتيان بمثل الشيء ، وليس بكلامه مثل . وتساهل قوم ، فأطلقوا لفظ الحكاية بمعنى الإخبار ، وكثيرا ما يقع في كلامهم إطلاق الزائد على بعض الحروف ، كـ " ما " في نحو : أبو نصر القشيري فبما رحمة من الله ( آل عمران : 159 ) والكاف في نحو : ليس كمثله شيء ( الشورى : 11 ) ونحوه .
والذي عليه المحققون تجنب هذا اللفظ في القرآن ، إذ الزائد ما لا معنى له . وكلام الله منزه عن ذلك .
وممن نص على منع ذلك من المتقدمين الإمام فذكر داود الظاهري ، أبو عبد الله [ ص: 318 ] أحمد بن يحيى بن سعيد الداودي في الكتاب " المرشد " له في أصول الفقه على مذهب . داود الظاهري
وروى بعض أصحابنا عن أبي سليمان أنه كان يقول : ليس في القرآن صلة بوجه . وذكر وغيره من أصحابنا مثل ذلك ، والذي عليه أكثر النحويين خلاف هذا ، ثم حكى عن أبو بكر محمد بن داود أبي داود مثله ، يزعم الصلة فيها كقوله - تعالى - : مثلا ما بعوضة ( البقرة : 26 ) وقال : إن " ما " هاهنا للتعليل ، مثل : أحبب حبيبك هونا ما .