الرابع عشر :
nindex.php?page=treesubj&link=28910خطاب الواحد بلفظ الجمع . كقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51ياأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ( المؤمنون : 51 ) إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=54فذرهم في غمرتهم حتى حين ( المؤمنون : 54 ) فهذا خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وحده ، إذ لا نبي معه قبله ولا بعده . وقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ( النحل : 126 ) خاطب به النبي - صلى الله عليه وسلم ؛ بدليل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127واصبر وما صبرك إلا بالله ( النحل : 127 ) الآية .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى ( النور : 22 ) الآية ؛ خاطب بذلك
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق لما حرم
مسطحا رفده حين تكلم في حديث الإفك .
وقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا ( هود : 14 ) والمخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضا ، لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=13قل فأتوا ( هود : 13 ) .
وقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21ففررت منكم لما خفتكم ( الشعراء : 21 ) .
وجعل منه بعضهم قوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99قال رب ارجعون ( المؤمنون : 99 ) ؛ أي ارجعني ؛ وإنما خاطب الواحد المعظم بذلك ، لأنه يقول : نحن فعلنا ، فعلى هذا الابتداء خوطبوا بما في الجواب .
وقيل : ( رب ) استغاثة و ( ارجعون ) خطاب الملائكة ، فيكون التفاتا أو جمعا لتكرار
[ ص: 362 ] القول ؛ كما قال : " قفا نبك " . وقال
السهيلي : هو قول من حضرته الشياطين وزبانية العذاب ، فاختلط ولا يدري ما يقول من الشطط ، وقد اعتاد أمرا يقوله في الحياة ، من رد الأمر إلى المخلوقين .
ومنه قوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ( الزخرف : 32 ) الآية ، وهذا مما لا تشريك فيه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد في الكامل :
nindex.php?page=treesubj&link=28910لا ينبغي أن يستعمل ضمير الجمع في واحد من المخلوقين على حكم الاستلزام ؛ لأن ذلك كبر ، وهو مختص به - سبحانه .
ومن هذا ما حكاه
الحريري في شرح " الملحة " عن بعضهم أنه منع من إطلاق لفظة " نحن " على غير الله - تعالى - من المخلوقين ، لما فيها من التعظيم ، وهو غريب . وحكى بعضهم خلافا في نون الجمع الواردة في كلامه - سبحانه وتعالى ، فقيل : جاءت للعظمة يوصف بها - سبحانه ، وليس لمخلوق أن ينازعه فيها ؛ فعلى هذا القول يكره للملوك استعمالها في قولهم : نحن نفعل كذا ، وقيل في علتها : إنها كانت تصاريف أقضيته تجري على أيدي خلقه تنزل أفعالهم منزلة فعله ، فلذلك ورد الكلام مورد الجمع ، فعلى هذا تجوز مباشرة النون لكل من لا يباشر بنفسه .
فأما قول العالم : نحن نبين ، ونحن نشرح ، فمسموح له فيه ؛ لأنه يخبر بنون الجمع عن نفسه وأهل مقالته .
[ ص: 363 ] وقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم ( الأنعام : 130 ) والمراد الإنس ؛ لأن الرسل لا تكون إلا من بني
آدم . وحكى بعضهم فيه الإجماع ، لكن عن
الضحاك أن من الجن رسولا اسمه يوسف ، لقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=24وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ( فاطر : 24 ) واحتج الجمهور بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=9ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ( الأنعام : 9 ) ليحصل الاستئناس ، وذلك مفقود في الجن ، وبقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=33إن الله اصطفى آدم ونوحا ( آل عمران : 33 ) الآية ، وأجمعوا أن المراد بالاصطفاء النبوة .
وأجيب عن تمسك
الضحاك بالآية بأن البعضية صادقة بكون الرسل من بني
آدم ، ولا يلزم إثبات رسل من الجن بطريق إثبات نفر من الجن يستمعون القرآن من رسل الإنس ، ويبلغونه إلى قومهم ، وينذرونهم ، ويصدق على أولئك النفر من حيث إنهم رسل الرسل . وقد سمى الله رسل
عيسى بذلك حيث قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=14إذ أرسلنا إليهم اثنين ( يس : 14 ) .
وفي " تفسير القرآن " لقوام السنة
إسماعيل بن محمد بن الفضل الجوزي قال قوم : من الجن رسل ، للآية .
وقال الأكثرون :
nindex.php?page=treesubj&link=31775الرسل من الإنس ، ويجئ من الجن ، كقوله في قصة
بلقيس :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=35فناظرة بم يرجع المرسلون ( النمل : 35 ) والمراد به واحد ؛ بدليل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=37ارجع إليهم ( النمل : 37 ) وفيه نظر ، من جهة أنه يحتمل أن يكون الخطاب لرئيسهم ؛ فإن العادة جارية لا سيما من الملوك ألا يرسلوا واحدا ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : ( ارجعوا إليهم ) أراد الرسول ومن معه .
[ ص: 364 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26أولئك مبرءون مما يقولون ( النور : 26 ) يعني
عائشة وصفوان .
وقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=105كذبت قوم نوح المرسلين ( الشعراء : 105 ) والمراد بالمرسلين :
نوح ، كقولك : فلان يركب الدواب ويلبس البرود ، وما له إلا دابة وبرد . قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري .
وقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=66إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة ( التوبة : 66 ) قال
قتادة : هذا رجل كان لا يمالئهم على ما كانوا يقولون في النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فسماه الله - سبحانه وتعالى - طائفة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ويسمى الرجل طائفة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=31لا بيع فيه ولا خلال ( إبراهيم : 31 ) والمراد " خلة " ؛ بدليل الآية الأخرى ( البقرة : 254 ) والموجب للجمع مناسبة رءوس الآي .
فائدة
وأما قوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=74واجعلنا للمتقين إماما ( الفرقان : 74 ) فجوز
الفارسي فيه تقديرين : أحدهما : أن " إماما " هنا جمع ، لأنه المفعول الثاني لجعل ، والمفعول الأول جمع ، والثاني هو الأول ، فوجب أن يكون جمعا ، وواحده " آم " لأنه قد سمع هذا في واحده ، قال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2ولا آمين البيت الحرام ( المائدة : 2 ) فهذا جمع " آم " مسلما وقياسه على حد قيام وقائم ، فأما أئمة فجمع إمام الذي هو مقدر على حد عنان وأعنة ، وسنان وأسنة ، والأصل أيمة ، فقلبت الياء .
والثاني : أنه جمع لإمام ؛ لأن المعنى أئمة ، فيكون إمام على هذا واحدا ، وجمعه أئمة .
وقال
ابن الضائع : قيدت عن شيخنا الشلوبين فيه احتمالين غير هذين : أن يكون
[ ص: 365 ] مصدرا كالإمام ، وأن يكون من الصفات المجراة مجرى المصادر في ترك التثنية والجمع كحسب . ويحتمل أن يكون محمولا على المعنى ، كقولهم : دخلنا على الأمير وكسانا حلة ، والمراد كل واحد حلة ، وكذلك هو و " اجعل كل واحد منا إماما " .
الرَّابِعَ عَشَرَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28910خِطَابُ الْوَاحِدِ بِلَفْظِ الْجَمْعِ . كَقَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ( الْمُؤْمِنُونَ : 51 ) إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=54فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ ( الْمُؤْمِنُونَ : 54 ) فَهَذَا خِطَابٌ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحْدَهُ ، إِذْ لَا نَبِيَّ مَعَهُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ . وَقَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ( النَّحْلِ : 126 ) خَاطَبَ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ( النَّحْلِ : 127 ) الْآيَةَ .
وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=22وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى ( النُّورِ : 22 ) الْآيَةَ ؛ خَاطَبَ بِذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ لَمَّا حَرَمَ
مِسْطَحًا رِفْدَهُ حِينَ تَكَلَّمَ فِي حَدِيثِ الْإِفْكِ .
وَقَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=14فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا ( هُودٍ : 14 ) وَالْمُخَاطَبُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَيْضًا ، لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=13قُلْ فَأْتُوا ( هُودٍ : 13 ) .
وَقَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ ( الشُّعَرَاءِ : 21 ) .
وَجَعَلَ مِنْهُ بَعْضُهُمْ قَوْلَهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ( الْمُؤْمِنُونَ : 99 ) ؛ أَيِ ارْجِعْنِي ؛ وَإِنَّمَا خَاطَبَ الْوَاحِدَ الْمُعَظَّمَ بِذَلِكَ ، لِأَنَّهُ يَقُولُ : نَحْنُ فَعَلْنَا ، فَعَلَى هَذَا الِابْتِدَاءِ خُوطِبُوا بِمَا فِي الْجَوَابِ .
وَقِيلَ : ( رَبِّ ) اسْتِغَاثَةٌ وَ ( ارْجِعُونَ ) خِطَابُ الْمَلَائِكَةِ ، فَيَكُونُ الْتِفَاتًا أَوْ جَمْعًا لِتَكْرَارِ
[ ص: 362 ] الْقَوْلِ ؛ كَمَا قَالَ : " قِفَا نَبْكِ " . وَقَالَ
السُّهَيْلِيُّ : هُوَ قَوْلُ مَنْ حَضَرْتُهُ الشَّيَاطِينُ وَزَبَانِيَةُ الْعَذَابِ ، فَاخْتَلَطَ وَلَا يَدْرِي مَا يَقُولُ مِنَ الشَّطَطِ ، وَقَدِ اعْتَادَ أَمْرًا يَقُولُهُ فِي الْحَيَاةِ ، مِنْ رَدِّ الْأَمْرِ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ .
وَمِنْهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=32نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ( الزُّخْرُفِ : 32 ) الْآيَةَ ، وَهَذَا مِمَّا لَا تَشْرِيكَ فِيهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ فِي الْكَامِلِ :
nindex.php?page=treesubj&link=28910لَا يَنْبَغِي أَنْ يُسْتَعْمَلَ ضَمِيرُ الْجَمْعِ فِي وَاحِدٍ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ عَلَى حُكْمِ الِاسْتِلْزَامِ ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ كِبْرٌ ، وَهُوَ مُخْتَصٌّ بِهِ - سُبْحَانَهُ .
وَمِنْ هَذَا مَا حَكَاهُ
الْحَرِيرِيُّ فِي شَرْحِ " الْمِلْحَةِ " عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ مَنَعَ مِنْ إِطْلَاقِ لَفْظَةِ " نَحْنُ " عَلَى غَيْرِ اللَّهِ - تَعَالَى - مِنَ الْمَخْلُوقِينَ ، لِمَا فِيهَا مِنَ التَّعْظِيمِ ، وَهُوَ غَرِيبٌ . وَحَكَى بَعْضُهُمْ خِلَافًا فِي نُونِ الْجَمْعِ الْوَارِدَةِ فِي كَلَامِهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، فَقِيلَ : جَاءَتْ لِلْعَظَمَةِ يُوصَفُ بِهَا - سُبْحَانَهُ ، وَلَيْسَ لِمَخْلُوقٍ أَنْ يُنَازِعَهُ فِيهَا ؛ فَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ يُكْرَهُ لِلْمُلُوكِ اسْتِعْمَالُهَا فِي قَوْلِهِمْ : نَحْنُ نَفْعَلُ كَذَا ، وَقِيلَ فِي عِلَّتِهَا : إِنَّهَا كَانَتْ تَصَارِيفُ أَقْضِيَتِهِ تَجْرِي عَلَى أَيْدِي خَلْقِهِ تَنْزِلُ أَفْعَالُهُمْ مَنْزِلَةَ فِعْلِهِ ، فَلِذَلِكَ وَرَدَ الْكَلَامُ مَوْرِدَ الْجَمْعِ ، فَعَلَى هَذَا تَجُوزُ مُبَاشَرَةُ النُّونِ لِكُلِّ مَنْ لَا يُبَاشِرُ بِنَفْسِهِ .
فَأَمَّا قَوْلُ الْعَالِمِ : نَحْنُ نُبَيِّنُ ، وَنَحْنُ نَشْرَحُ ، فَمَسْمُوحٌ لَهُ فِيهِ ؛ لِأَنَّهُ يُخْبِرُ بِنُونِ الْجَمْعِ عَنْ نَفْسِهِ وَأَهْلِ مَقَالَتِهِ .
[ ص: 363 ] وَقَوْلُهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=130يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ ( الْأَنْعَامِ : 130 ) وَالْمُرَادُ الْإِنْسُ ؛ لِأَنَّ الرُّسُلَ لَا تَكُونُ إِلَّا مِنْ بَنِي
آدَمَ . وَحَكَى بَعْضُهُمْ فِيهِ الْإِجْمَاعَ ، لَكِنْ عَنِ
الضَّحَّاكِ أَنَّ مِنَ الْجِنِّ رَسُولًا اسْمُهُ يُوسُفَ ، لِقَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=24وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ( فَاطِرٍ : 24 ) وَاحْتَجَّ الْجُمْهُورُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=9وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا ( الْأَنْعَامِ : 9 ) لِيَحْصُلَ الِاسْتِئْنَاسُ ، وَذَلِكَ مَفْقُودٌ فِي الْجِنِّ ، وَبِقَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=33إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا ( آلِ عِمْرَانَ : 33 ) الْآيَةَ ، وَأَجْمَعُوا أَنَّ الْمُرَادَ بِالِاصْطِفَاءِ النُّبُوَّةُ .
وَأُجِيبَ عَنْ تَمَسُّكِ
الضَّحَّاكِ بِالْآيَةِ بِأَنَّ الْبَعْضِيَّةَ صَادِقَةٌ بِكَوْنِ الرُّسُلِ مَنْ بَنِي
آدَمَ ، وَلَا يَلْزَمُ إِثْبَاتُ رُسُلٍ مِنَ الْجِنِّ بِطَرِيقِ إِثْبَاتِ نَفَرٍ مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ مِنْ رُسُلِ الْإِنْسِ ، وَيُبَلِّغُونَهُ إِلَى قَوْمِهِمْ ، وَيُنْذِرُونَهُمْ ، وَيَصْدُقُ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُمْ رُسُلُ الرُّسُلِ . وَقَدْ سَمَّى اللَّهَ رُسُلَ
عِيسَى بِذَلِكَ حَيْثُ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=14إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ ( يس : 14 ) .
وَفِي " تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ " لِقَوَّامِ السُّنَّةِ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْجَوْزِيِّ قَالَ قَوْمٌ : مِنَ الْجِنِّ رُسُلٌ ، لِلْآيَةِ .
وَقَالَ الْأَكْثَرُونَ :
nindex.php?page=treesubj&link=31775الرُّسُلُ مِنَ الْإِنْسِ ، وَيَجِئْ مِنَ الْجِنِّ ، كَقَوْلِهِ فِي قِصَّةِ
بِلْقِيسَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=35فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ( النَّمْلِ : 35 ) وَالْمُرَادُ بِهِ وَاحِدٌ ؛ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=37ارْجِعْ إِلَيْهِمْ ( النَّمْلِ : 37 ) وَفِيهِ نَظَرٌ ، مِنْ جِهَةٍ أَنَّهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْخِطَابُ لِرَئِيسِهِمْ ؛ فَإِنَّ الْعَادَةَ جَارِيَةٌ لَا سِيَّمَا مِنَ الْمُلُوكِ أَلَّا يُرْسِلُوا وَاحِدًا ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : ( ارْجِعُوا إِلَيْهِمْ ) أَرَادَ الرَّسُولَ وَمَنْ مَعَهُ .
[ ص: 364 ] وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ( النُّورِ : 26 ) يَعْنِي
عَائِشَةَ وَصَفْوَانَ .
وَقَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=105كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ( الشُّعَرَاءِ : 105 ) وَالْمُرَادُ بِالْمُرْسَلِينَ :
نُوحٌ ، كَقَوْلِكَ : فُلَانٌ يَرْكَبُ الدَّوَابَّ وَيَلْبَسُ الْبُرُودَ ، وَمَا لَهُ إِلَّا دَابَّةٌ وَبُرْدٌ . قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ .
وَقَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=66إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً ( التَّوْبَةِ : 66 ) قَالَ
قَتَادَةُ : هَذَا رَجُلٌ كَانَ لَا يُمَالِئُهُمْ عَلَى مَا كَانُوا يَقُولُونَ فِي النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَسَمَّاهُ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - طَائِفَةً . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : وَيُسَمَّى الرَّجُلُ طَائِفَةً .
وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=31لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ ( إِبْرَاهِيمَ : 31 ) وَالْمُرَادُ " خُلَّةٌ " ؛ بِدَلِيلِ الْآيَةِ الْأُخْرَى ( الْبَقَرَةِ : 254 ) وَالْمُوجِبُ لِلْجَمْعِ مُنَاسَبَةُ رُءُوسِ الْآيِ .
فَائِدَةٌ
وَأَمَّا قَوْلُهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=74وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ( الْفُرْقَانِ : 74 ) فَجَوَّزَ
الْفَارِسِيُّ فِيهِ تَقْدِيرَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّ " إِمَامًا " هُنَا جَمْعٌ ، لِأَنَّهُ الْمَفْعُولُ الثَّانِي لِجَعَلَ ، وَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ جَمْعٌ ، وَالثَّانِي هُوَ الْأَوَّلُ ، فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ جَمْعًا ، وَوَاحِدَهُ " آمٌّ " لِأَنَّهُ قَدْ سُمِعَ هَذَا فِي وَاحِدِهِ ، قَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ( الْمَائِدَةِ : 2 ) فَهَذَا جَمْعُ " آمٍّ " مُسَلَّمًا وَقِيَاسُهُ عَلَى حَدِّ قِيَامٍ وَقَائِمٍ ، فَأَمَّا أَئِمَّةٌ فَجَمْعُ إِمَامٍ الَّذِي هُوَ مُقَدَّرٌ عَلَى حَدِّ عِنَانٍ وَأَعَنَّةٍ ، وَسِنَانٍ وَأَسِنَّةٍ ، وَالْأَصْلُ أَيِّمَةٌ ، فَقُلِبَتِ الْيَاءُ .
وَالثَّانِي : أَنَّهُ جَمْعٌ لِإِمَامٍ ؛ لِأَنَّ الْمَعْنَى أَئِمَّةٌ ، فَيَكُونُ إِمَامٌ عَلَى هَذَا وَاحِدًا ، وَجَمْعُهُ أَئِمَّةٌ .
وَقَالَ
ابْنُ الضَّائِعِ : قَيَّدَتْ عَنْ شَيْخِنَا الشَّلَوْبِينِ فِيهِ احْتِمَالَيْنِ غَيْرَ هَذَيْنِ : أَنْ يَكُونَ
[ ص: 365 ] مَصْدَرًا كَالْإِمَامِ ، وَأَنْ يَكُونَ مِنَ الصِّفَاتِ الْمُجْرَاةِ مَجْرَى الْمَصَادِرِ فِي تَرْكِ التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ كَحَسِبَ . وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَحْمُولًا عَلَى الْمَعْنَى ، كَقَوْلِهِمْ : دَخَلْنَا عَلَى الْأَمِيرِ وَكَسَانَا حُلَّةً ، وَالْمُرَادُ كُلُّ وَاحِدٍ حُلَّةً ، وَكَذَلِكَ هُوَ وَ " اجْعَلْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا إِمَامًا " .