( تنبيه ) لم ينفرد أبو جعفر في ( أئمة ) بل ورد ذلك عن بإدخال الألف بين الهمزة المحققة والمسهلة نافع وأبي عمرو . فنافع ، عن رواية المسيبي وإسماعيل جميعا عنه ، وأبو عمرو من رواية عن ابن سعدان ، اليزيدي ، ومن رواية أبي زيد جميعا ، عن أبي عمرو ، فكل من فصل بالألف بينهما من المحققين إنما يفصل بها في حال تسهيلها بين بين ، ولا يجوز الفصل بها في حال إبدالها الياء المحضة ; لأن الفصل إنما ساغ تشبيها لها بـ ( أينا ) ، ( أيذا ) وسائر الباب ، وذلك الشبه ، إنما يكون في حالة التحقيق أو التسهيل بين بين ، أما حالة الإبدال ، فإن ذلك يمتنع أصلا وقياسا ، ولم يرد بذلك نص عمن يعتبر ، وإن كان ظاهر عبارة بعضهم . قال الداني بعد ذكر من يسهلها بين بين : ولا تكون ياء محضة الكسرة في مذهبهم ; لأنهم يرون الفصل بالألف بينها وبين الهمزة المحققة في نية همزة محققة بذلك . قال : وإنما تحقق إبدالها ياء محضة الكسرة في مذهب من لم ير التحقيق ولا الفصل ، وهو مذهب عامة النحويين البصريين . قال : فأما من يرى ذلك ، وهو مذهب أئمة القراء ، فلا يكون إلا بين بين لما ذكرناه . انتهى . وأما الهمزة الساكنة بعد المتحركة لغير الاستفهام فإن الأولى منهما - أعني المتحركة - تكون مفتوحة ومضمومة ومكسورة نحو ( آسى و آتي و آمن و آدم و آزر ، و أوتي ، و أوتيتم ، وأوذوا ، و اؤتمن أمانته ، وإيمان ، و إيلاف ، و إيت بقرآن ) فإن الهمزة الثانية منهما تبدل في ذلك كله حرف مد من جنس ما قبلها ، فتبدل ألفا بعد المفتوحة ، وواوا بعد المضمومة ، وياء بعد المكسورة ، إبدالا لازما واجبا لجميع القراء ، ليس عنهم في ذلك اختلاف ، والله تعالى أعلم .