( الخامس ) نحو الراء الساكنة عند اللام واصطبر لعبادته ، يغفر لكم واصبر لحكم ربك . و ينشر لكم ، و أن اشكر لي فأدغم الراء في اللام في ذلك أبو عمرو من رواية السوسي . واختلف عنه من رواية . فرواه عنه بالإدغام الدوري أبو عبد الله بن شريح في كافيه ، وأبو العز في إرشاده وكفايته
[ ص: 13 ] ، وأبو العلاء في غايته وصاحب المستنير وصاحب المبهج والكفاية في القراءات الست ، ورواه بالإظهار أبو محمد مكي في تبصرته وابن بليمة في تلخيصه وأطلق الخلاف عن صاحب التيسير ، الدوري والشاطبي والمهدوي وأبو الحسن بن غلبون . وانفرد بالخلاف عن السوسي .
( قلت ) : والخلاف مفرع على الإدغام الكبير . فمن أدغم الإدغام الكبير لأبي عمرو لم يختلف في إدغام هذا ، بل أدغمه وجها واحدا ، ومن روى الإظهار اختلف عنه في هذا الباب عن . فمنهم من روى إدغامه . ومنهم من روى إظهاره ، والأكثرون على الإدغام ، والوجهان صحيحان عن الدوري أبي عمرو .
وبالإدغام قرأ الداني على أبي القاسم عبد العزيز بن جعفر عن قراءته بذلك على أبي طاهر عن ابن مجاهد ، وهي الطريق المسندة في التيسير ; قال الداني في جامعه ، وقد بلغني عن ابن مجاهد أنه رجع عن الإدغام إلى الإظهار اختيارا واستحسانا ومتابعة لمذهب الخليل قبل موته بست سنين . وسيبويه
( قلت ) : إن صح ذلك عن ابن مجاهد فإنما هو في وجه إظهار الكبير . أما في وجه إدغامه فلا ؛ لأنه إذا أدغم الراء المتحركة في اللام فإدغامها ساكنة أولى وأحرى - والله أعلم - .