فصل
اتفق أبو عمرو من روايتيه ، من رواية والكسائي على الدوري [ ص: 55 ] بعدها راء متطرفة مجرورة سواء كانت الألف أصلية أم زائدة عنه نحو إمالة كل ألف الدار ، الغار ، القهار ، الغفار ، النهار ، الديار ، الكفار ، الفجار ، الإبكار ، بدينار ، بقنطار ، بمقدار ، أنصار ، أوبارها ، أشعارها ، آثارهما ، آثارهم ، أبصارهم ، ديارهم ، واختلف عن ابن ذكوان ، فروى الصوري عنه إمالة ذلك كله ، وانفرد عنه أبو الفتح فارس بن أحمد فيما ذكره الداني في جامع البيان بفتح الأبصار فقط نحو لأولي الأبصار ، يذهب بالأبصار حيث وقع من لفظه فخالف فيه سائر الناس عنه ، وروى الأخفش عنه الفتح ، وهو الذي لم تعرف المغاربة سواه ، وروى الأزرق عن ، جميع الباب بين بين ، وانفرد بذلك صاحب العنوان عن ورش حمزة ، وكذلك رواه عن أبي الحارث إلا أن روايته عن أبي الحارث ليست من طرقنا ، ولا على شرطنا - والله أعلم - .
وقرأ الباقون الباب كله بالفتح وخرج من الباب تسعة أحرف ، وهي الجار في موضعي النساء و حمارك في البقرة و الحمار في الجمعة ، و الغار في التوبة ، و هار فيها أيضا و البوار في إبرهيم ، و القهار حيث وقع ، و جبارين في المائدة والشعراء ، و أنصاري في آل عمران والصف فخالف بعض القراء فيها أصولهم المذكورة ، أما الجار فاختص بإمالته الدوري عن وفتحه الكسائي أبو عمرو إلا أنه اختلف عنه من رواية ، فروى الجمهور عنه الفتح ، وهي رواية المغاربة وعامة المصريين ، وطريق الدوري أبي الزعراء عن الدوري والمطوعي عن ابن فرح ، وروى ابن فرح عنه من طريق النهرواني وبكر ابن شاذان وأبي محمد الفحام من جميع طرقهم ، والحمامي من طريق الفارسي والمالكي كلهم عن زيد عن ابن فرح بالإمالة ، وهو الذي في الإرشاد والكفاية والمستنير ، وغيرها . من هذه الطرق ، وبه قطع صاحب التجريد لابن فرح عنه ، وقطع الخلاف لأبي عمرو فيه ، وهي رواية أبو بكر بن مهران بكر السراويلي عن نصا ، ولم يستثنه في الكامل ، وذلك يقتضي إمالته الدوري لأبي عمرو بغير خلاف والمشهور عن أبي عمرو فتحه ، وعليه عمل أهل الأداء إلا من رواه
[ ص: 56 ] عن ابن فرح - والله أعلم - .
واختلف فيه عن الأزرق عن ، فرواه ورش أبو عبد الله بن شريح عنه بين بين ، وكذلك هو في التيسير وإن كان قد حكى فيه اختلافا فإنه نص بعد ذلك على أنه بين بين قرأ به ، وبه يأخذ ، وكذلك قطع به في مفرداته ، ولم يذكر عنه سواه . وأما في جامع البيان فإنه نص على أنه قرأه بين بين على ابن خاقان ، وكذلك على أبي الفتح فارس بن أحمد وقرأه بالفتح على أبي الحسن بن غلبون ( قلت ) : والفتح فيه هو طريق أبيه أبي الطيب واختياره ، وبه قطع صاحب الهداية والهادي ، والتلخيص ، وغيرهم ، وقال مكي في التبصرة : مذهب أبي الطيب الفتح ، وغيره بين اللفظين انتهى . وهو يقتضي الوجهين جميعا ، وبهما قطع في الشاطبية ، وكلاهما صحيح - والله أعلم - .
وأما حمارك ، الحمار فاختلف فيهما عن الأخفش عن ابن ذكوان فرواه عنه الجمهور من طريق ابن الأخرم بالإمالة ، ورواه آخرون من طريق النقاش وبالفتح قطع صاحب الهادي ، والهداية ، والتبصرة ، والكافي ، وتلخيص العبارات والتذكرة ، وغيرهم ، وبه قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون يعني من طريق ابن الأخرم وبالإمالة قطع لابن ذكوان بكماله صاحب المبهج ، وصاحب التجريد ، من قراءته على الفارسي ، وصاحب التيسير ، وقال : إنه قرأ به على عبد العزيز بن جعفر ، وهو طريق التيسير وعلى أبي الفتح فارس ، وهي رواية صاحب العنوان عنه بفتح حمارك ، وإمالة الحمار ، ولم أعلم أحدا فرق بينهما غيره والباقون فيهما على أصولهم - والله أعلم - .
وأما الغار فاختلف فيه عن عن الدوري فرواه عنه الكسائي جعفر بن محمد النصيبي بالإمالة على أصله ، ورواه عنه أبو عثمان الضرير بالفتح فخالف أصله فيه خاصة ، وانفرد أبو علي العطار عن أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري عن ابن بويان عن أبي نشيط عن بإمالته بين بين ، وكذلك انفرد صاحب التجريد به عن قالون عبد الباقي بن فارس عن أبيه عن السامري عن الحلواني عنه ، وانفرد أيضا من قراءته على عبد الباقي المذكور في رواية خلاد
[ ص: 57 ] فيه خاصة بذلك ، وقد وافق في ذلك صاحب العنوان لو لم يخصص ، وانفرد أبو الكرم عن ابن خشنام عن روح بإمالته فخالف فيه سائر الرواة عن روحوالباقون فيه على أصولهم ، وأما هار ، وقد كانت راؤه لاما فجعلت عينا بالقلب ، وذلك أن أصله : هاير ، أو هاور ، من هار يهير ، أو يهور ، وهو الأكثر ، فقدمت اللام إلى موضع العين وأخرت العين إلى موضع اللام ثم فعل به ما فعل في قاضي فالراء حينئذ ليست بطرف ولكنها بالنظر إلى صورة الكلمة طرف ، وكذا إلى لفظها الآن فهي بعد الألف متطرفة فلذلك ذكرت هنا وعلى تقدير الأصل ليست كذلك بل بينهما حرف مقدر فهو من هذا الوجه يشبه كافرا ، وقد اتفق على إمالته أبو عمرو ، والكسائي وأبو بكر ، واختلف عن ، قالون وابن ذكوان . فأما ، فروى عنه الفتح قالون أبو الحسن بن ذؤابة القزاز ، وبه قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون ، وهو الذي عليه العراقيون قاطبة من طريق أبي نشيط ، ورواه أبو العز ، وأبو العلاء الحافظ ، وأبو بكر بن مهران ، وغيرهم عن من طريقيه ، وروى عنه الإمالة قالون أبو الحسين بن بويان ، وبه قرأ الداني على أبي الفتح فارس ، وهو الذي لم تذكر المغاربة قاطبة عن سواه ، وقطع به قالون الداني للحلواني في جامعه ، وكذلك صاحب التجريد والمبهج ، وغيرهم ، وكلاهما صحيح عن من الطريقين ، نص عليهما جميعا قالون أبو عمرو الحافظ في مفرداته - والله أعلم - .
وأما ابن ذكوان ، فروى عنه الفتح الأخفش من طريق النقاش ، وغيره ، وهو الذي قرأ به الداني على عبد العزيز بن جعفر ، وعليه العراقيون قاطبة من الطريق المذكورة ، وروى عنه الإمالة من طريق أبي الحسن بن الأخرم ، وهي طريق الصوري عن ابن ذكوان ، وبذلك قطع لابن ذكوان صاحب المبهج ، وابن مهران ، وصاحب التجريد ، والعنوان ، وابن شريح ومكي ، ، وابن سفيان وابن بليمة والجمهور ونص على الوجهين في جامع البيان ، وهو ظاهر التيسير ، وأماله أبو القاسم الشاطبي الأزرق عن بين بين وفتحه الباقون . وانفرد صاحب التجريد بفتحه عن ورش أبي الحارث من قراءته على
[ ص: 58 ] عبد الباقي ، وانفرد أيضا بإمالته عن خلف عن حمزة من قراءته على الفارسي ، وانفرد في المبهج بوجهي الفتح والإمالة عن سبط الخياط حمزة بكماله ، وانفرد أيضا في كفايته بإمالته عن خلف في اختياره يعني من رواية إدريس ، ولم يذكره سواه - والله أعلم - .
، وأما البوار القهار فاختلف فيهما عن حمزة ، فروى فتحهما له من روايتيه العراقيون قاطبة ، وهو الذي في الإرشادين والغايتين والمستنير ، والجامع والتذكار والمبهج والتجريد ، والكامل ، وغيرها . ورواهما بين بين المغاربة عن آخرهم ، وهو الذي في التيسير والكافي ، والهادي ، والتبصرة ، والهداية ، والتلخيص ، وتلخيص العبارات ، والشاطبية ، وغيرها . وانفرد أبو معشر الطبري عن حمزة في روايتيه بإمالتهما محضا ، وكذا أبو علي العطار عن أصحابه عن ابن مقسم عن إدريس عن خلف عنه - والله أعلم - .
والباقون على أصولهم المذكورة في هذا الباب والله الموفق ، وأما جبارين فاختص بإمالته من رواية الكسائي ، وانفرد الدوري النهرواني عن ابن فرح عن عن الدوري أبي عمرو بإمالته لم يروه غيره .
واختلف فيه عن الأزرق فرواه عنه بين بين أبو عبد الله بن شريح في كافيه ، في مفرداته ، وهو الذي في التذكرة والتبصرة ، والكافي ، والهداية ، والهادي ، والتجريد ، والعنوان ، وتلخيص العبارات ، وغيرها . وذكر الوجهين جميعا وأبو عمرو الداني ، وبهما قرأت وآخذ والباقون بالفتح وبالله التوفيق ، وأما أبو القاسم الشاطبي أنصاري فاختص بإمالته عن الدوري ، وانفرد بذلك الكسائي زيد عن الصوري وفتحه الباقون والراء فيه ، وفي جبارين ليست مجرورة بل مكسورة في موضع رفع في أنصاري ، وفي موضع نصب في جبارين ولكونها متطرفة ذكرت في هذا الباب - والله أعلم - .
فأما ما وقعت فيه الراء مكررة من هذا الباب نحو الأبرار ، الأشرار ، قرار فأماله أبو عمرو ، والكسائي وخلف ، ورواه من طريق ورش الأزرق بين بين . واختلف فيه عن حمزة ، وابن ذكوان . فأما حمزة ، فروى جماعة من أهل الأداء الإمالة عنه من روايتيه ، وهو
[ ص: 59 ] الذي في المبهج ، والعنوان ، وتلخيص أبي معشر والتجريد ، من قراءته على عبد الباقي ، وبه قرأ الحافظ أبو عمرو على شيخه أبي الفتح فارس بن أحمد في الروايتين جميعا ، ولم يذكره في التيسير ، وهو مما خرج خلف فيه عن طرقه ، وذكره في جامع البيان ، ورواه جمهور العراقيين عنه من رواية خلف ، وقطعوا لخلاد بالفتح كأبي العز ، وابن سوار ، والهذلي والهمداني ، وابن مهران ، وأبي الحسن بن فارس ، وأبي علي البغدادي ، وأبي القاسم بن الفحام من قراءته على الفارسي ، وروى جمهور المغاربة والمصريين عن حمزة من روايتيه بين بين ، وهو الذي في التيسير ، والشاطبية ، والهداية ، والتبصرة ، والكافي ، وتلخيص العبارات والهادي ، والتذكرة ، وغيرها . وبه قرأ الداني على شيخه أبي الحسن . وأما ابن ذكوان ، فروى عنه الإمالة الصوري ، وروى عنه الفتح الأخفش ، وانفرد صاحب العنوان عنه بين بين فخالف سائر الرواة ، وكذلك انفرد به عن أبي الحارث ولكنه لم يكن من طرقنا ، ولا من شرطنا ، وانفرد به أيضا صاحب المبهج عن من جميع طرقه ، وهو في العنوان من طريق قالون إسماعيل عنه - والله أعلم - .
وقرأ الباقون بفتح ذلك كله ، وانفرد صاحب المبهج عن الداجوني عن ابن مامويه عن هشام بالإمالة أيضا ، وانفرد أبو علي العطار عن النهرواني في رواية ابن وردان عن أبي جعفر فيما قرأ به على ابن سوار بإمالته أيضا فخالف فيه سائر الرواة - والله أعلم - .