وينحصر الكلام على الياءات المختلف فيها في ست فصول
الفصل الأول
في ; وجملة الواقع من ذلك في القرآن تسع وتسعون ياء . ومن ذلك في البقرة ثلاث ( الياءات التي بعدها همزة مفتوحة إني أعلم ما ، إني أعلم غيب ، فاذكروني أذكركم ) ، وفي آل عمران ثنتان اجعل لي آية ، أني أخلق لكم من الطين ، وفي المائدة ثنتان إني أخاف ، لي أن أقول ، وفي الأنعام ثنتان إني أخاف ، إني أراك ، وفي الأعراف : ثنتان ( إني أخاف ، من بعدي أعجلتم ) ، وفي الأنفال ثنتان إني أرى ، إني أخاف ، وفي التوبة معي أبدا ، وفي يونس ثنتان لي أن أبدله ، إني أخاف ، وفي هود : إحدى عشرة فإني أخاف موضعان ولكني أراكم ، إني أعظك ، إني أعوذ بك ، فطرني أفلا ، ضيفي أليس ، إني أراكم ، شقاقي أن ، أرهطي أعز ، وفي يوسف ثلاث عشرة : ليحزنني أن ، ربي أحسن ، إني أراني أعصر ، إني أراني أحمل ، إني أرى سبع بقرات ، لعلي أرجع .
[ ص: 164 ] ، إني أنا أخوك ، يأذن لي أبي أو ، إني أعلم ، سبيلي أدعو ، وفي إبراهيم إني أسكنت ، وفي الحجر ثلاث نبئ عبادي أني ، وقل إني أنا ، وفي الكهف خمس ربي أعلم . بربي أحدا موضعان فعسى ربي أن ، من دوني أولياء ، وفي مريم ثلاث اجعل لي آية ، إني أعوذ ، إني أخاف ، وفي طه ست إني آنست ، لعلي آتيكم ، إني أنا ربك ، إنني أنا الله ، ويسر لي أمري : حشرتني أعمى ، وفي المؤمنون لعلي أعمل ، وفي الشعراء ثلاث إني أخاف موضعان ( و ربي أعلم ) ، وفي النمل ثلاث ( إني آنست ، أوزعني أن ، ليبلوني أأشكر ) ، وفي القصص تسع ربي أن يهديني ، إني آنست ; لعلي آتيكم ، إني أنا الله ، إني أخاف ، ربي أعلم بمن ; لعلي أطلع ، عندي أولم ، ربي أعلم من ، وفي يس إني آمنت ، وفي الصافات ثنتان إني أرى ، أني أذبحك ، وفي ص إني أحببت ، وفي الزمر ثنتان . إني أخاف ، تأمروني أعبد ، وفي غافر سبع ذروني أقتل ، إني أخاف ثلاثة مواضع لعلي أبلغ ، ما لي أدعوكم ، ادعوني أستجب لكم ، وفي الزخرف من تحتي أفلا ، وفي الدخان إني آتيكم ، وفي الأحقاف أربع أوزعني أن ، أتعدانني أن ، إني أخاف ولكني أراكم ، وفي الحشر إني أخاف ، وفي الملك ( معي ، أو رحمنا ) ، وفي نوح ثم إني أعلنت ، وفي الجن ربي أمدا ، وفي الفجر ثنتان ربي أكرمني ، ربي أهانني .
( فاختلفوا ) في فتح الياء ، وإسكانها من هذه المواضع ففتح الياء منهن نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر . وأسكنها الباقون إلا أنهم اختلفوا في خمس وثلاثين ياء على غير هذا الاختلاف . فاختص ابن كثير بفتح ياءين منها ، وهما فاذكروني أذكركم في البقرة و ادعوني أستجب لكم في غافر . واختص هو و الأصبهاني بفتح ياء واحدة ، وهي ذروني أقتل في غافر ، واتفق ابن كثير ونافع وأبو جعفر على فتح أربع ياءات وهن حشرتني أعمى . في طه و ليجزي في يوسف ، و تأمروني في الزمر ، و أتعدانني في الأحقاف واتفق نافع وأبو عمرو وأبو جعفر على فتح ثمان ياءات وهن اجعل لي آية في آل عمران ومريم و ضيفي أليس .
[ ص: 165 ] في هود و إني أراني كلاهما في يوسف و يأذن لي أبي فيها أيضا و من دوني أولياء في الكهف ويسر لي أمري في طه . واتفق معهم البزي على فتح أربع ياءات وهن ولكني أراكم في هود والأحقاف و إني أراكم في هود ، و من تحتي أفلا في الزخرف . وانفرد الكارزيني عن عن الشطوي عن ابن شنبوذ بفتح قنبل تحتي أفلا فخالف سائر الرواة عنه واتفق نافع وأبو جعفر على فتح ياءين ، وهما سبيلي أدعو في يوسف ، و ليبلوني أأشكر في النمل واتفق معهما البزي على فتح فطرني أفلا في هود .
وانفرد أبو تغلب عبد الوهاب عن القاضي أبي الفرج عن عن ابن شنبوذ بفتحها فخالف سائر الرواة عن قنبل وغيره . واتفق ابن شنبوذ ، نافع وأبو جعفر وأبو عمرو أيضا على فتح عندي ، أولم في القصص . واختلف فيها عن ابن كثير ، فروى جمهور المغاربة ، والمصريين عنه الفتح من روايتيه . وهو الذي في التبصرة والتذكرة ، والهداية ، والهادي ، والتلخيصين ، والكافي ، والعنوان ، وغيرها . وهو ظاهر التيسير ، وهو الذي قرأ به الداني من روايتي البزي وقنبل إلا من طريق أبي ربيعة عنهما فالإسكان ، وقطع جمهور العراقيين للبزي بالإسكان ولقنبل بالفتح ، وهو الذي في المستنير والإرشاد والكفاية الكبرى ، والتجريد ، وغاية الاختصار ، وغيرها .
والإسكان عن من هذا الطريق عزيز . وقد قطع به قنبل في كفايته من طريق سبط الخياط وفي مبهجه من طريق ابن شنبوذ ، وفي مبهجه من طريق ابن شنبوذ ، ابن مجاهد . ولذلك قطع به أبو القاسم الهذلي له من هذين الطريقين ، وغيرهما . وهو رواية أبي ربيعة عنه ، وكذا روى عنه محمد بن الصباح وأبو الحسن بن بقرة ، وغيرهم .
وأطلق الخلاف عن ابن كثير أبو القاسم الشاطبي وغيرهما ، وكلاهما صحيح عنه ، غير أن الفتح عن والصفراوي ، البزي لم يكن من طريق الشاطبية ، والتيسير ، وكذلك الإسكان عن والله تعالى أعلم واتفق قنبل نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر على فتح لعلي حيث وقعت ، وذلك في ستة مواضع في يوسف وطه والمؤمنين وموضعي القصص ، وفي
[ ص: 166 ] غافر واتفق حفص مع الخمسة المذكورين على فتح معي في الموضعين : التوبة والملك ، وانفرد الهذلي عن الشذائي عن الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان بإسكان موضعي القصص . وانفرد أيضا عن زيد عنه بإسكان موضع طه واتفق نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام ، على فتح ما لي أدعوكم في غافر ، واختلف عن ابن ذكوان فرواها الصوري كذلك . وهو الذي في الإرشاد والكفاية وغاية الاختصار ، والجامع لابن فارس والمستنير ، وغيرها . وهو رواية التغلبي وابن المعلى وابن الجنيد عن وابن أنس ابن ذكوان . ورواها الأخفش بالإسكان ، وهو الذي قطع به في العنوان ، والتجريد ، والتيسير والتذكرة ، والتبصرة ، والكافي ، وسائر المغاربة ، وبه قطع في المبهج من جميع طرقه ، وكلاهما صحيح عن ابن ذكوان .
واتفق نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن ذكوان على فتح أرهطي أعز في هود . اختلف عن هشام فقطع الجمهور له بالفتح كذلك ، وهو الذي في المبهج وجامع الخياط والمستنير ، والكامل ، والكفاية الكبرى ، وسائر كتب العراقيين . وبه قرأ صاحب التجريد على غير عبد الباقي ، وهو طريق الداجوني فيه ، وبه قرأ الداني على شيخه أبي الفتح ، وهو من المواضع التي خرج فيها عن طريق التيسير ، وقطع بالإسكان له صاحب العنوان والتذكرة ، والتبصرة ، والتلخيصين ، والكافي ، والتيسير ، والشاطبية ، وسائر المغاربة ، والمصريين ، وهو اختيار الداني ، وقال : إنه هو الذي عليه العمل ، وذلك مع كونه قرأ بالفتح على أبي الفتح ، وبه قرأ صاحب التجريد على عبد الباقي يعني من طريق الحلواني ، والوجهان صحيحان والفتح أكثر وأشهر - والله أعلم - .
واختص البزي والأزرق عن بفتح ياء ورش ، أوزعني في النمل والأحقاف ، وانفرد بذلك الهذلي عن أبي نشيط فخالف سائر الناس ; والباقي من الياءات ، وهو أربع وستون ياء فهم فيها على أصولهم المذكورة في أول الفصل .
( واتفقوا ) على إسكان أربع ياءات من هذا الفصل ، وهي أرني أنظر إليك في الأعراف ولا تفتني ألا في التوبة وترحمني أكن في هود
[ ص: 167 ] و فاتبعني أهدك في مريم ، فلم يأت عنهم فيها خلاف . فقيل للتناسب من حيث إنها وقعت بعد مسكن إجماعا وقيل غير ذلك . ( واتفقوا ) أيضا على فتح عصاي أتوكأ ، وإياي أتهلكنا ونحو بيدي أأستكبرت لضرورة الجمع بين الساكنين - والله أعلم - .