، وكل حرف شارك غيره في صفاته ، فإنه لا يمتاز عنه إلا بالمخرج ، ( كالهمزة والهاء ) اشتركا مخرجا وانفتاحا واستفالا ، وانفردت الهمزة بالجهر والشدة ، ( والعين والحاء ) اشتركا مخرجا واستفالا وانفتاحا ، وانفردت الحاء بالهمس والرخاوة الخالصة ، ( والغين والخاء ) اشتركا مخرجا ورخاوة واستعلاء وانفتاحا ، وانفردت الغين بالجهر ، ( والجيم والشين والياء ) اشتركت مخرجا وانفتاحا واستفالا ، وانفردت الجيم بالشدة واشتركت مع الياء في الجهر ، وانفردت الشين بالهمس والتفشي ، واشتركت مع الياء في الرخاوة ، ( والضاد والظاء ) اشتركا صفة وجهرا ورخاوة واستعلاء وإطباقا ، وافترقا مخرجا ، وانفردت الضاد بالاستطالة ، ( والطاء والدال والتاء ) اشتركت مخرجا وشدة ، وانفردت الطاء بالإطباق والاستعلاء ، واشتركت مع الدال في الجهر ، وانفردت التاء بالهمس ، واشتركت مع الدال في الانفتاح والاستفال ، ( والظاء والذال والثاء ) اشتركت مخرجا ورخاوة وانفردت الطاء بالاستعلاء والإطباق واشتركت مع الذال في الجهر ، وانفردت التاء بالهمس ، واشتركت مع الذال استفالا وانفتاحا ، ( والصاد والزاي والسين ) اشتركت مخرجا ورخاوة وصفيرا وانفردت الصاد بالإطباق والاستعلاء ، واشتركت مع السين في الهمس ، وانفردت الزاي بالجهر ، واشتركت مع السين في الانفتاح والاستفال ، وكل ذلك ظاهر مما تقدم . فكل حرف شارك غيره في مخرج ، فإنه لا يمتاز عن مشاركه إلا بالصفات
فإذا أحكم القارئ النطق بكل حرف على حدته موف حقه فليعمل نفسه بإحكامه حالة التركيب ; لأنه ينشأ عن التركيب ما لم يكن حالة الإفراد ، وذلك ظاهر ، فكم ممن يحسن الحروف مفردة ولا يحسنها مركبة بحسب ما يجاورها من مجانس ومقارب [ ص: 215 ] وقوي وضعيف ومفخم ومرقق فيجذب القوي الضعيف ويغلب المفخم المرقق ، فيصعب على اللسان النطق بذلك على حقه إلا بالرياضة الشديدة حالة التركيب ، فمن أحكم صحة اللفظ حالة التركيب حصل حقيقة التجويد بالإتقان والتدريب ، وسنورد لك من ذلك ما هو كاف إن شاء الله تعالى بعد قاعدة نذكرها ، وهي أن أصل الخلل الوارد على ألسنة القراء في هذه البلاد وما التحق بها هو إطلاق التفخيمات والتغليظات على طريق ألفتها الطباعات ، تلقيت من العجم ، واعتادتها النبط واكتسبها بعض العرب ، حيث لم يقفوا على الصواب ممن يرجع إلى علمه ، ويوثق بفضله وفهمه ، وإذا انتهى الحال إلى هذا فلا بد من قانون صحيح يرجع إليه ، وميزان مستقيم يعول عليه ، نوضحه مستوفيا إن شاء الله في أبواب الإمالة والترقيق ونشير إلى مهمه هنا .