الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                16196 ( حدثنا ) أبو عبد الله الحافظ إملاء ، ثنا أبو عبد الله : محمد بن عبد الله الزاهد ، ثنا أحمد بن مهدي بن رستم ، ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة القرشي ، حدثني أبي ، ( ح وأخبرنا ) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا الحجاج بن أبي منيع ، ثنا جدي ، وثنا يعقوب : حدثني محمد بن يحيى بن إسماعيل ، عن ابن وهب ، عن يونس ، جميعا عن الزهري ، وهذا لفظ حديث شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري : أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر : أنه بينما هو جالس مع عبد الله بن عمر إذ جاءه رجل من أهل العراق ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، إني والله لقد حرصت أن أتسمت بسمتك ، وأقتدي بك في أمر فرقة الناس ، وأعتزل الشر ما استطعت ، وإني أقرأ آية من كتاب الله محكمة قد أخذت بقلبي فأخبرني عنها . أرأيت قول الله - تبارك وتعالى - : ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ) أخبرني عن هذه الآية . فقال عبد الله : وما لك ولذاك ؟ انصرف عني ، فانطلق حتى توارى عنا سواده ، أقبل علينا عبد الله بن عمر فقال : ما وجدت في نفسي من شيء من أمر هذه الأمة ما وجدت في نفسي أني لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله - عز وجل - .

                                                                                                                                                زاد القطان في روايته : قال حمزة : فقلنا له : ومن ترى الفئة الباغية ؟ قال ابن عمر : ابن الزبير بغى على هؤلاء القوم ؛ فأخرجهم من ديارهم ، ونكث عهدهم .

                                                                                                                                                ففي قول عبد الله بن عمر هذا دلالة على جواز استعمال الآية في قتال الفئة الباغية .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية