الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                16243 ( وفيما أجاز لي ) أبو عبد الله الحافظ روايته عنه : عن أبي العباس ، أنبأ الربيع ، أنبأ الشافعي ، أنبأ ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي فاختة : أن عليا - رضي الله عنه - أتي بأسير يوم صفين فقال : لا تقتلني صبرا . فقال علي - رضي الله عنه - : لا أقتلك صبرا ؛ إني أخاف الله رب العالمين . فخلى سبيله ، ثم قال : أفيك خير تبايع ؟ ( قال الشافعي ) : والحرب يوم صفين قائمة ، ومعاوية يقاتل جادا في أيامه كلها منتصفا ، أو مستعليا ، وعلي - رضي الله عنه - يقول لأسير من أصحاب معاوية : لا أقتلك صبرا ، إني أخاف الله رب العالمين .

                                                                                                                                                ( قال الشيخ ) الإمام - رحمه الله - : قول الشافعي : ومعاوية يقاتل جادا في أيامه كلها منتصفا ، أو مستعليا ، معناه : أنه كان يساويه مرة في القتال ، ويعلوه أخرى ، فكان فئة لهذا الأسير ، ومع ذلك لم يقتله علي - رضي الله عنه - ولم يستجز قتله .

                                                                                                                                                ( وقيل ) منتصفا عند نفسه لدعواه : أنه يطلب دم عثمان - رضي الله عنه - ومستعليا عند غيره ؛ لعلمهم بأن عليا - رضي الله عنه - كان بريئا من دم عثمان - رضي الله عنه - . والأول أصح .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية