16334 ( أخبرنا ) ، أنبأ أبو الحسن : علي بن أحمد بن عبدان ، ثنا أحمد بن عبيد الصفار عبيد بن شريك البزار ، ثنا يحيى عن ابن بكير ، ثنا الليث ، عن عقيل ، عن ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس عمر - رضي الله عنه - قال : عبد الله بن أبي ابن سلول دعي له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي عليه ، فلما قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثبت إليه ، ثم قلت : يا رسول الله ، أتصلي على ابن أبي وقد قال يوم كذا وكذا كذا وكذا - أعدد عليه قوله - ؟ فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : " أخر عني يا عمر " . فلما أكثرت عليه . قال : " " . فصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم انصرف ، فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان في براءة : ( إني خيرت فاخترت ، لو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت عليها ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ) قال : فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ ، والله ورسوله أعلم . رواه لما مات في الصحيح ، عن البخاري . يحيى بن بكير
( قال ) : فهذا يبين ما قلنا ، فأما أمره - عز وجل - أن لا يصلي عليهم ؛ فإن صلاته - بأبي هو وأمي - مخالفة صلاة غيره ، وأرجو أن يكون قضى إذ أمره بترك الصلاة على المنافقين ، أن لا يصلي على أحد إلا غفر له ، وقضى أن لا يغفر لمقيم على شرك ، فنهاه عن الصلاة على من لا يغفر له ، ولم يمنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الصلاة عليهم مسلما ، ولم يقتل منهم بعد هذا أحدا ، وترك الصلاة مباح على من قامت بالصلاة عليه طائفة من المسلمين ، وقد عاشرهم الشافعي حذيفة ، يعرفهم بأعيانهم ، ثم عاشرهم مع أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - وهم يصلى عليهم ، وكان عمر - رضي الله عنه - إذا وضعت جنازة فرأى حذيفة فإن أشار إليه أن اجلس جلس ، وإن قام معه صلى عليها عمر - رضي الله عنه - . قال : ولم يمنع هو ولا أبو بكر قبله ولا عثمان بعده المسلمين الصلاة عليهم ، ولا شيئا من أحكام الإسلام ، وقد أعلمت عائشة - رضي الله عنها - : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما توفي اشرأب النفاق بالمدينة .
[ ص: 200 ]