الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                16415 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر : أحمد بن الحسن القاضي ، قالا : ثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، ثنا جعفر بن محمد الصائغ ، ثنا يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي ، ثنا أبي ، عن غيلان بن جامع ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه قال : جاء ماعز بن مالك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : يا رسول الله ، طهرني . فقال : " ويحك ، ارجع فاستغفر الله وتب إليه " . قال : فرجع غير بعيد ، ثم جاء ، فقال : يا رسول الله ، طهرني فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ويحك ، ارجع فاستغفر الله وتب إليه " . قال : فرجع غير بعيد ، ثم جاء ، فقال : يا رسول الله ، طهرني . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " مم أطهرك ؟ " . فقال : من الزنا فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أبه جنون ؟ " . فأخبر أن ليس بمجنون . فقال : " أشرب خمرا ؟ " . فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أثيب أنت ؟ " . قال : نعم . فأمر به فرجم ، فكان الناس فيه فريقين : تقول فرقة : لقد هلك ماعز على أسوأ عمله ، لقد أحاطت به خطيئته . وقائل يقول : أتوبة أفضل من توبة ماعز أن جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده في يديه فقال : اقتلني بالحجارة . قال : فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة ، ثم جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم جلوس فسلم ، ثم قال : " استغفروا لماعز بن مالك " . قال : فقالوا : يغفر الله لماعز بن مالك . قال : فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتها " . قال : ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد قالت : يا رسول الله ، طهرني قال : " ويحك ، ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه " . قالت : لعلك تريد أن ترددني كما رددت ماعز بن مالك . قال : " وما ذاك ؟ " . قالت : إنها حبلى من الزنا . فقال : " أثيب أنت ؟ " . قالت : نعم . قال : " إذا لا نرجمك حتى تضعي ما في بطنك " . قال : فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت ، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : قد وضعت الغامدية . فقال : " إذا لا نرجمها وندع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه " . فقام رجل من الأنصار فقال : إلي رضاعه يا نبي الله ، فرجمها . رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي كريب ، عن يحيى بن يعلى .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية