16886 وذلك فيما أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ الربيع بن سليمان ، أنبأ الشافعي ، أنبأ مالك ، عن داود بن الحصين ، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ ، وعن سلمة بن عوف بن سلامة أخبراه ، عن محمود بن لبيد الأنصاري : أن [ ص: 301 ] عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قدم الشام فشكا إليه أهل الشام وباء الأرض وثقلها ، وقالوا : لا يصلحنا إلا هذا الشراب . فقال عمر رضي الله عنه : اشربوا العسل . فقالوا : لا يصلحنا العسل . فقال رجال من أهل الأرض : هل لك أن نجعل لك من هذا الشراب شيئا لا يسكر ؟ فقال : نعم فطبخوه حتى ذهب منه الثلثان ، وبقي الثلث ، فأتوا به عمر رضي الله عنه فأدخل عمر رضي الله عنه فيه إصبعه ، ثم رفع يده فتبعها يتمطط فقال : هذا الطلاء ، هذا مثل طلاء الإبل . فأمرهم عمر رضي الله عنه أن يشربوه ، فقال له عبادة بن الصامت : أحللتها والله . فقال عمر رضي الله عنه : كلا والله ، اللهم إني لا أحل لهم شيئا حرمته عليهم ، ولا أحرم عليهم شيئا أحللته لهم .


