قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=22إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم والذين يصدقون بيوم الدين والذين هم من عذاب ربهم مشفقون إن عذاب ربهم غير مأمون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم بشهاداتهم قائمون والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك في جنات مكرمون
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=22إلا المصلين دل على أن ما قبله في الكفار ; فالإنسان اسم جنس بدليل الاستثناء الذي يعقبه كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا . قال
[ ص: 267 ] nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي : المراد بالمصلين الذي يؤدون الصلاة المكتوبة .
ابن مسعود : الذين يصلونها لوقتها ، فأما تركها فكفر . وقيل : هم الصحابة . وقيل : هم المؤمنون عامة ، فإنهم يغلبون فرط الجزع بثقتهم بربهم ويقينهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=23الذين هم على صلاتهم دائمون أي على مواقيتها . وقال
عقبة بن عامر : هم الذين إذا صلوا لم يلتفتوا يمينا ولا شمالا . والدائم الساكن ، ومنه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831475نهي عن البول في الماء الدائم ، أي الساكن . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج والحسن : هم الذين يكثرون فعل التطوع منها .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=24والذين في أموالهم حق معلوم يريد الزكاة المفروضة ، قاله
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين . وقال
مجاهد : سوى الزكاة . وقال
علي بن أبي طلحة عن
ابن عباس : صلة رحم وحمل كل . والأول أصح ; لأنه وصف الحق بأنه معلوم ، وسوى الزكاة ليس بمعلوم ، إنما هو على قدر الحاجة ، وذلك يقل ويكثر .
للسائل والمحروم تقدم في الذاريات .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=26والذين يصدقون بيوم الدين أي بيوم الجزاء وهو يوم القيامة . وقد مضى في سورة " الفاتحة " القول فيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=27والذين هم من عذاب ربهم مشفقون أي خائفون .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=28إن عذاب ربهم غير مأمون قال
ابن عباس : لمن أشرك أو كذب أنبياءه . وقيل : لا يأمنه أحد ، بل الواجب على كل أحد أن يخافه ويشفق منه .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=29والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون تقدم القول فيه في سورة "
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قد أفلح المؤمنون " .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=32والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون تقدم أيضا .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=33والذين هم بشهاداتهم قائمون على من كانت عليه من قريب أو بعيد ، يقومون بها عند الحاكم ولا يكتمونها ولا يغيرونها . وقد مضى القول في الشهادة وأحكامها في سورة " البقرة " . وقال
ابن عباس : بشهاداتهم أن الله واحد لا شريك له وأن
محمدا عبده ورسوله . وقرئ " لأمانتهم " على التوحيد . وهي قراءة
ابن كثير وابن محيصن . فالأمانة اسم جنس ، فيدخل فيها أمانات الدين ، فإن الشرائع أمانات ائتمن الله عليها عباده . ويدخل فيها أمانات الناس من الودائع ; وقد مضى هذا كله مستوفى في سورة " النساء " . وقرأ
عباس الدوري عن
أبي عمرو ويعقوب " بشهاداتهم " جمعا . الباقون بشهادتهم على التوحيد ، لأنها تؤدي عن الجمع . والمصدر قد يفرد وإن أضيف إلى جمع ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=19إن أنكر الأصوات لصوت الحمير . وقال
الفراء : ويدل على أنها بشهادتهم توحيدا قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2وأقيموا الشهادة لله .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=34والذين هم على صلاتهم يحافظون قال
قتادة : على وضوئها وركوعها وسجودها .
[ ص: 268 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : التطوع . وقد مضى في سورة " المؤمنون " . فالدوام خلاف المحافظة . فدوامهم عليها أن يحافظوا على أدائها لا يخلون بها ولا يشتغلون عنها بشيء من الشواغل ، ومحافظتهم عليها أن يراعوا إسباغ الوضوء لها ومواقيتها ، ويقيموا أركانها ، ويكملوها بسننها وآدابها ، ويحفظوها من الإحباط باقتراب المأثم . فالدوام يرجع إلى نفس الصلوات ، والمحافظة إلى أحوالها .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=35أولئك في جنات مكرمون أي أكرمهم الله فيها بأنواع الكرامات .