الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                7559 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ، ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، ثنا أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن المنذر بن جرير ، عن أبيه ، قال : كنت جالسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتاه قوم مجتابي النمار متقلدي السيوف ، وليس عليهم أزر ولا شيء غيرها ، عامتهم من مضر ، بل كلهم من مضر ، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي بهم من الجهد والعري والجوع تغير وجهه ، ثم قام ، فدخل بيته ، ثم راح إلى المسجد ، فصلى الظهر ، ثم صعد منبره منبرا صغيرا ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : " أما بعد فإن الله عز وجل أنزل في كتابه : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ) إلى قوله : ( رقيبا ) ، ( اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) إلى قوله : ( الفائزون ) تصدقوا قبل أن لا تصدقوا ، تصدقوا قبل أن يحال بينكم وبين الصدقة . تصدق امرؤ من ديناره من درهمه من بره من شعيره ، ولا يحقرن أحدكم شيئا من الصدقة ، ولو بشق تمرة " . فقام رجل من الأنصار بصرة في كفه ، فناولها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على منبره ، فقبضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرف السرور في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : " من سن سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن سنة سيئة فعمل بها كان له وزرها ومثل وزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيء " . فقام الناس ، فتفرقوا فمن ذي دينار ، ومن ذي درهم ، ومن ذي ، ومن ذي ، قال : فاجتمع ، فقسمه بينهم . رواه مسلم في الصحيح عن ابن أبي الشوارب ، وغيره .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية