الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                9293 ( أخبرنا ) أبو الحسن : محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله ، أنبأ أبو حامد بن الشرقي الحافظ إملاء من حفظه ، ثنا محمد بن يحيى الذهلي ، ثنا عبد الرزاق بن همام رحمه الله ، أنبأ معمر قال : قال لي أيوب ، ونحن ها هنا : اذهب بنا إلى جعفر بن محمد ، فإنه بلغني أنه أمر الناس أن لا ينفروا من جمع حتى تطلع الشمس . قال معمر : فذهبت مع أيوب حتى أتينا فسطاطه ، فإذا عنده قوم من العلوية ، وهو يتحدث معهم ، فلما بصر بأيوب قام فخرج من فسطاطه حتى اعتنق أيوب ، ثم أخذ بيده فحوله إلى فسطاط آخر ، قال معمر : كره أن يجلسه معهم قال : ثم دعا بطبق من تمر ، فجعل يناول أيوب بيده ، ثم قال : اذهبوا إلى هؤلاء بطبق ، فإنا إن بعثنا إليهم تركونا ، وإلا شنعوا علينا . فقال له أيوب : ما هذا الذي بلغني عنك ؟ قال : وما بلغك عني ؟ قال : بلغني أنك أمرت الناس أن لا يدفعوا من جمع حتى تطلع الشمس . فقال : سبحان الله خلاف سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثني أبي ، عن جابر بن عبد الله : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دفع من جمع قبل أن تطلع الشمس ، ولكن الناس يحملون علينا ، ويروون عنا ما لا نقول ، ويزعمون أن عندنا علما ليس عند الناس ، والله إن عند بعض الناس لعلما ليس عندنا ، ولكن لنا حق وقرابة ، فلم يزل يذكر من حقهم وقرابتهم حتى رأيت الدمع يجري من عين أيوب .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية