4392 \ 16 - نا ، نا محمد بن مخلد ، حدثني أبي ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، نا سفيان بن عيينة إدريس الأودي ، عن سعيد بن أبي بردة ، وأخرج الكتاب فقال : هذا كتاب عمر ، ثم قرئ على سفيان من ها هنا إلى : أما بعد ، فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة ، فافهم إذا أدلي إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له ، آس بين الناس في مجلسك ووجهك وعدلك ، حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا يخاف ضعيف جورك ، أبي موسى الأشعري ، والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا ، لا يمنعنك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق ، فإن الحق قديم ، وإن الحق لا يبطله شيء ، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل ، الفهم الفهم فيما تخلج في صدرك مما لم يبلغك في القرآن والسنة ، اعرف الأمثال والأشباه ثم قس الأمور عند ذلك ، فاعمد إلى أحبها إلى الله تعالى وأشبهها بالحق فيما ترى ، واجعل للمدعي أمدا ينتهي إليه ، فإن أحضر بينته وإلا وجهت عليه القضاء ، فإن ذلك أجلى للعمى وأبلغ في العذر ، المسلمون عدول بينهم بعضهم على بعض ، إلا مجلودا في حد أو مجربا في شهادة زور ، أو ظنينا في ولاء أو في قرابة ، فإن الله تولى منكم السرائر ودرأ عنكم بالبينات ، ثم إياك والضجر والقلق والتأذي بالناس والتنكر للخصوم في مواطن الحق التي يوجب الله بها الأجر ويحسن الذخر ، فإنه من يخلص نيته فيما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس ، ومن تزين للناس بما يعلم الله منه غير ذلك شانه الله . البينة على من ادعى واليمين على من أنكر