الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          3656 \ 122 - نا أبو عيسى يعقوب بن محمد بن عبد الوهاب الدوري ، نا حفص بن عمرو ، نا ابن أبي عدي ، عن هشام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ؛ أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بشريك ابن السحماء ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : البينة أو حد في ظهرك ، فقال : يا رسول الله إذا رأى أحدنا الرجل على امرأته ينطلق يلتمس البينة ؟ ! قال فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : البينة وإلا فحد في ظهرك ، قال : فقال هلال بن أمية : والذي بعثك بالحق إني لصادق ، ولينزلن الله في أمري ما يبرئ به ظهري من الحد ، قال : فنزل جبريل ، فأنزلت عليه : ( والذين يرمون أزواجهم ) حتى بلغ : ( والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ) [ النور : 6 - 7 ] قال : فانصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إليهما ، قال : فجاء فقام هلال بن أمية ، فشهد ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن الله يعلم أن أحدكما كاذب ، فهل منكما من تائب ؟ فقامت فشهدت فلما كان عند الخامسة ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : وقفوها ؛ فإنها موجبة ، قال ابن [ ص: 208 ] عباس : فتلكأت ونكصت حتى ظننا أنها سترجع ، ثم قالت : لا أفضح قومي سائر اليوم ، قال : فمضت ، ففرق بينهما ، قال : وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أبصروها فإن هي جاءت به ، قال هشام : أحسبه قال مثل قول محمد ، فإن جاءت به أكحل العينين ، سابغ الأليتين ، خدلج الساقين ، فهو لشريك ابن سحماء ، قال : فجاءت به كذلك ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لولا ما مضى من كتاب الله ، لكان لي ولها شأن " .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية