1645  مالك  ، عن   عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب  ، عن  أنس بن   [ ص: 176 ] مالك  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع له  أحد ،   فقال :  هذا جبل يحبنا ونحبه ،   اللهم إن  إبراهيم   حرم  مكة ،   وإني أحرم ما بين لابتيها  
     	
		
بَكَى أُحُدٌ إِنْ فَارَقَ الْيَوْمَ أَهْلَهُ فَكَيْفَ بِذِي وَجْدٍ مِنَ الْقَوْمِ آلِفُ
وَقَدْ قِيلَ : مَعْنَى قَوْلِهِ : يُحِبُّنَا ، أَيْ : يُحِبُّنَا أَهْلُهُ ، يَعْنِي الْأَنْصَارَ السَّاكِنِينَ قُرْبَهُ ، وَكَانُوا يُحِبُّونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُحِبُّهُمْ ; لِأَنَّهُمْ آوَوْهُ ، وَنَصَرُوهُ ، وَأَقَامُوا دِينَهُ ، فَخَرَجَ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ مَخْرَجَ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا ) ، يُرِيدُ أَهْلَ الْقَرْيَةِ ، وَهَذَا مَعْرُوفٌ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ ، وَقَدْ تَكُونُ الْإِرَادَةُ لِلْجَبَلِ مَجَازًا أَيْضًا ، فَيَكُونُ الْقَوْلُ فِي حُبِّ الْجَبَلِ كَالْقَوْلِ فِي إِرَادَةِ الْجِدَارِ أَنْ يَنْقَضَّ سَوَاءً ، وَمَنْ حَمَلَ ذَلِكَ عَلَى الْمَجَازِ [ ص: 178 ] جَعَلَهُ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ :يُرِيدُ الرُّمْحَ صَدْرَ  أَبِي بَرَاءَ      وَيَرْغَبُ عَنْ دِمَاءِ  بَنِي عَقِيلِ   
بكى أحد إن فارق اليوم أهله فكيف بذي وجد من القوم آلف
وقد قيل : معنى قوله : يحبنا ، أي : يحبنا أهله ، يعني الأنصار الساكنين قربه ، وكانوا يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحبهم ; لأنهم آووه ، ونصروه ، وأقاموا دينه ، فخرج قوله صلى الله عليه وسلم على هذا التأويل مخرج قول الله عز وجل ( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82واسأل القرية التي كنا فيها ) ، يريد أهل القرية ، وهذا معروف في لسان العرب ، وقد تكون الإرادة للجبل مجازا أيضا ، فيكون القول في حب الجبل كالقول في إرادة الجدار أن ينقض سواء ، ومن حمل ذلك على المجاز [ ص: 178 ] جعله كقول الشاعر :يريد الرمح صدر  أبي براء      ويرغب عن دماء  بني عقيل