الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
مالك أنه سمع غير واحد من علمائهم يقول : nindex.php?page=treesubj&link=1126لم يكن في الفطر ، والأضحى نداء ، ولا إقامة منذ زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليوم .
لم يكن عند مالك في هذا الباب حديث مسند ، وفيه أحاديث صحاح مسندة ثابتة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو أمر لا خلاف فيه بين العلماء ، ولا تنازع بين الفقهاء أنه nindex.php?page=treesubj&link=1126لا أذان ، ولا إقامة في العيدين ، ولا في شيء من الصلوات المسنونات ، والنوافل ، وإنما الأذان للمكتوبات لا غير ، وعلى هذا مضى عمل الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وجماعة الصحابة ، وعلماء التابعين ، وفقهاء الأمصار ، وأظن ذلك ، - والله أعلم - لأنه لا يشبه فرض بنافلة ، ولا أذان لصلاة على جنازة ، ولا لصلاة كسوف ، ولا لصلاة استسقاء ، ولا في العيدين لمفارقة الصلوات المفروضات ، والله أعلم .
هذا قول مالك في أهل المدينة ، nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث بن سعد في أهل مصر ، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي في أهل الشام ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي في أهل الحجاز ، والعراق من أتباعه من النظار ، والمحدثين ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ، nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ، وسائر الكوفيين ، وبه قال : nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، وإسحاق ، nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور ، وداود ، nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري ، وكان بنو أمية يؤذن لهم في العيدين ، وقد مضى القول في أول من فعل ذلك في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب من هذا الكتاب .
[ ص: 240 ] فأما الروايات ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب ، فحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن القاسم قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15295أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البغدادي المفيد قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد الواسطي قال : حدثنا عمي علي بن أحمد ، وأبي محمد بن أحمد قالا : حدثنا محمد بن صبيح الموصلي قال : حدثنا عبد الله بن خراش بن حوشب قال : حدثنا واسط بن الحارث ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1017629صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم عيد ركعتين بغير أذان ، ولا إقامة ، وبدأ بالصلاة قبل الخطبة .
وقد ذكرنا لحديث جابر هذا طرقا شتى في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن أبي عبيد مولى ابن أزهر من كتابنا هذا ، فلا معنى لإعادتها هاهنا .
وحدثنا أحمد بن عمر بن عبد الله قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن علي قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13423محمد بن فطيس قال : حدثنا مالك بن سيف قال : حدثنا علي بن معبد قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك بن حرب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1017630صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير مرة ، ولا مرتين للعيد بغير أذان ولا إقامة .
وقد تقدم من آثار هذا الباب ، والقول فيه ما يغني ، ويشفي في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن أبي عبيد من هذا الكتاب ، والحمد لله ، ومضى هناك القول في تقديم الصلاة على الخطبة ، وهذا أيضا اتفاق من الآثار ، وإجماع من علماء الأمصار ، وذلك - والله أعلم - لمفارقة الجمعة التي هي فرض ، وخطبتها قبلها ، فلما كانت هذه سنة غير فريضة ، ونافلة غير مكتوبة ، كانت الصلاة فيها قبل الخطبة .