الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 1212 ] 1684 - وعن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن الحسن بن علي كان جالسا فمر عليه بجنازة فقام الناس حتى جاوزت الجنازة ، فقال الحسن : إنما مر بجنازة يهودي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على طريقها جالسا وكره أن تعلو رأسه جنازة يهودي فقام . رواه النسائي .

التالي السابق


1684 - ( وعن جعفر بن محمد ) أي : الباقر . ( عن أبيه ) أي : علي بن الحسن . ( أن الحسن بن علي كان جالسا فمر عليه بجنازة فقام الناس ) أي : بعضهم الذين لم يبلغهم النسخ ، أو كانوا قائلين بالاستحباب أو الجواز . ( حتى جاوزت ) أي : تعدت . ( الجنازة ) من مقابلتهم . ( فقال الحسن : إنما مر بجنازة يهودي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على طريقها جالسا وكره أن تعلو رأسه جنازة اليهودي ) إيماء إلى أن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه . ( فقام ) أي : عن الطريق لهذا ، وهذا إنكار منه رضي الله عنه علىقيام الناس للجنازة ، عكس ما سبق منه من الإنكار على ابن عباس على عدم القيام ، ولعل هذا متأخر فيكون بعد تفحصه المسألة وتقررها عنده أن قيامه صلى الله عليه وسلم إنما كان لهذه العلة ; لأنه اختلفت علل القيام فجعلت تارة للفزع ، وأخرى كرامة للملائكة ، وأخرى كراهية رفعة جنازة اليهودي على رأسه صلى الله عليه وسلم ، والأخرى لم تعتبر شيئا من ذلك لاختلاف المقامات ، ويمكن جمع العلل بمعلول واحد ، إذ العمل بالنيات ، أو كان إنكاره على ابن عباس لأنه كان على الطريق ، وإنكاره على الناس لأنهم لم يكونوا على الطريق ، والله أعلم . ( رواه النسائي ) .




الخدمات العلمية