11689 - حدثنا عثمان بن خالد بن عمرو السلفي الحمصي ، [ ص: 265 ] ثنا أبي ، ثنا عكرمة بن يزيد الألهاني ، حدثني الأبيض بن الأغر بن الصباح ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن عكرمة ، عن ، قال : ابن عباس أوس بن الصلت ، وكانت امرأته خويلة بنت خويلد ، وكان الرجل ضعيفا ، وكانت المرأة جلدة ، فلما أن تكلم بالظهار ، قال : لا أراك إلا قد حرمت علي ، فانطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلك تبتغي شيئا يردك علي ، فانطلقت ، وجلس ينتظرها عند قرني البئر ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم وماشطة تمشط رأسه ، فقالت : يا رسول الله إن أوس بن الصامت من قد علمت في ضعف رأيه ، وعجز مقدرته ، وقد ظاهر مني يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحق من عطف عليه بخير إن كان أنا أو عطف علي بخير إن كان عنده هو ، فقد ظاهر مني يا رسول الله فابتغي شيئا يردني إليه بأبي أنت وأمي قال : " يا خويلة ما أمرنا بشيء من أمرك ، وإن نؤمر فسأخبرك " فبينا ماشطته قد فرغت من شق رأسه وأخذت الشق الآخر ، أنزل الله عز وجل وكان إذا نزل عليه الوحي يربد لذلك وجهه حتى يجد برده ، فإذا سري عنه ، عاد وجهه أبيض كالقلب ، ثم تكلم بما أمر به ، فقالت لها ماشطته : يا خويلة إنني لأظنه الآن في شأنك ، فأخذها أفكل استقلتها رعدة ، [ ص: 266 ] ثم قالت : اللهم بك أعوذ أن تنزل في إلا خيرا ، فإني لم أبغ من رسولك إلا خيرا ، فلما سري عنه ، قال : " خويلة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها إلى قوله ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا " ، فقالت : يا رسول الله ، والله ما له خادم غيري ولا لي خادم غيره ، قال : " يا فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين " ، فقالت : والله إنه إذا لم يأكل في اليوم مرتين يسدر بصره ، قال : فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا " فقالت : والله ما لنا في اليوم إلا وقية ، قال : " فمريه فلينطلق إلى فلان وليأخذ منه شطر وسق تمر فليتصدق به على ستين مسكينا وليراجعك " ، قالت : فجئت ، فلما رآني قال : ما وراءك ؟ قالت : خير ، وأنت ذميم أمرت أن تأتي فلانا فتأخذ منه شطر وسق تمر فتتصدق به على ستين مسكينا وتراجعني ، فانطلق يسعى حتى جاء به ، قالت : وعهدي به قبل ذلك ما يستطيع أن يحمل على ظهره خمسة آصع من الضعف . كان الظهار في الجاهلية يحرم النساء ، فكان أول من ظاهر في الإسلام