الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  4902 - حدثنا هارون بن كامل المصري ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، أخبرني ابن السباق ، أن زيد بن ثابت قال : " أرسل إلي أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - مقتل أهل اليمامة ، فإذا عمر بن الخطاب عنده فقال أبو بكر : أتاني هذا الرجل فقال لي : إن القتل قد استحر بأهل اليمامة من قراء المسلمين ، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن ، فيذهب كثير من القرآن لا يوعى ، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن ، فقلت لعمر : كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال عمر : هو والله خير ، فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله بذلك صدري ، ورأيت فيه الذي رأى عمر وعمر جالس عنده لا يتكلم ، قال أبو بكر : إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك ، وكنت تكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فاتبع القرآن فاجمعه " ، قال زيد : " فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن " ، قال : " قلت : كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : هو والله خير ، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح به صدر أبي بكر وعمر " قال : " فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والأقتاب والعسب وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة آيتين مع خزيمة بن ثابت الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، فكانت الصحف التي جمعت فيها القرآن عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله ، ثم عند عمر حتى توفاه الله ، ثم عند حفصة بنت عمر " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية