من خالد بن الوليد اليمامة بعث أبو بكر - رضي الله عنه إلى العلاء بن الحضرمي البحرين ، وكان لما فرغ العلاء هو الذي بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المنذر بن ساوى العبدي ، فأسلم المنذر ، فأقام العلاء بها أميرا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وارتدت ربيعة بالبحرين في من ارتد من العرب [ ص: 221 ] إلا الجارود بن عمرو ; فإنه ثبت على الإسلام ومن تبعه من قومه .
واجتمعت ربيعة بالبحرين وارتدت ، وقالوا : ترد الملك في آل المنذر ، فكلموا المنذر بن النعمان بن المنذر ، وكان يسمى الغرور ، وكان يقول بعد حين أسلم وأسلم الناس وعليهم السيف : لست بالغرور ولكني المغرور .
فلما اجتمعت ربيعة بالبحرين ، سار إليهم ، وأمده العلاء بن الحضرمي بثمامة بن أثال الحنفي ، وكان قد أسلم وأسلم قومه ، فلما أمر العلاء بن الحضرمي بثمامة بن أثال ، سار معه بمن معه من بني سحيم حتى خاض إلى ربيعة البحر ، فسارت ربيعة إليهم فحصروهم وهم بجواثا - حصن بالبحرين - حتى إذا كاد المسلمون أن يهلكوا من الجهد ، فقال عبد الله بن حدق العامري في ذلك حين أصابهم ما أصابهم :
ألا بلغ أبا بكر رسولا وفتيان المدينة أجمعينا فهل لك في شباب منك أمسوا
جميعا في جواثا محصرينا توكلنا على الرحمن إنا
وجدنا النصر للمتوكلينا
رواه ، ورجاله ثقات إلى الطبراني . ابن إسحاق