الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            10236 وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال : لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلا أربعة نفر وامرأتين ، وقال : " اقتلوهم ولو وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة : عكرمة بن أبي جهل ، وعبد الله بن خطل ، ومقيس بن صبابة ، [ ص: 169 ] وعبد الله بن سعد بن أبي سرح " .

                                                                                            فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة ، فاستبق إليه سعيد بن حريث ، وعمار بن ياسر ، فسبق سعيد عمارا - وكان أشب الرجلين - فقتله .

                                                                                            وأما مقيس بن صبابة فأدركه رجل من السوق في السوق . وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف ، فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة : أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا هاهنا ، فقال عكرمة : لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص ، ما ينجيني في البر غيره ، اللهم إن لك علي عهدا ، إن أنت عافيتني مما أنا فيه آتي محمدا فأضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما ، قال : فجاء فأسلم . وذكر الحديث - قلت : رواه أبو داود وغيره باختصار - رواه أبو يعلى ، والبزار وزاد : فأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح ; فإنه أحنى عليه عثمان فلما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس للبيعة ، جاء به حتى أوقفه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول ، بايع عبد الله . فرفع رأسه ينظر إليه . كل ذلك يأبى ، فبايعه بعد ثلاث بأصابعه ، ثم أقبل فحمد الله وأثنى عليه وقال : " أما كان فيكم رجل رشيد ينظر إذ رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟ " . قالوا : يا رسول الله ، لو أومأت إلينا بعينك ؟ قال : " فإنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين
                                                                                            " . ورجالهما ثقات .

                                                                                            قلت : ويأتي حديث سعيد بن يربوع بعد إن شاء الله مع أحاديث نحو هذا .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية