قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=8وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=8وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد أي لا يلحقه بذلك نقص ، بل هو الغني . الحميد أي المحمود .
nindex.php?page=treesubj&link=28985قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=9ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود النبأ الخبر ، والجمع الأنباء ; قال :
ألم يأتيك والأنباء تنمي
ثم قيل : هو من قول
موسى . وقيل : من قول الله ; أي واذكر يا
محمد إذ قال ربك كذا .
[ ص: 301 ] وقيل : هو ابتداء خطاب من الله تعالى . وخبر قوم
نوح وعاد وثمود مشهور قصه الله في كتابه .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=9والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله أي لا يحصي عددهم إلا الله ، ولا يعرف نسبهم إلا الله ، والنسابون وإن نسبوا إلى
آدم فلا يدعون إحصاء جميع الأمم ، وإنما ينسبون البعض ; ويمسكون عن نسب البعض ; وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سمع النسابين ينسبون إلى
معد بن عدنان ثم زادوا فقال :
كذب النسابون إن الله يقول : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=9لا يعلمهم إلا الله . وقد روي عن
عروة بن الزبير أنه قال : ما وجدنا أحدا يعرف ما بين
عدنان وإسماعيل . وقال
ابن عباس : بين
عدنان وإسماعيل ثلاثون أبا لا يعرفون . وكان
ابن مسعود يقول حين يقرأ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=9لا يعلمهم إلا الله . كذب النسابون .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=9جاءتهم رسلهم بالبينات أي بالحجج والدلالات .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=9فردوا أيديهم في أفواههم أي جعل أولئك القوم أيدي أنفسهم في أفواههم ليعضوها غيظا مما جاء به الرسل ; إذ كان فيه تسفيه أحلامهم ، وشتم أصنامهم ; قاله
ابن مسعود ، ومثله قاله
عبد الرحمن بن زيد ; وقرأ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119عضوا عليكم الأنامل من الغيظ . وقال
ابن عباس : لما سمعوا كتاب الله عجبوا ورجعوا بأيديهم إلى أفواههم . وقال
أبو صالح : كانوا إذا قال لهم نبيهم أنا رسول الله إليكم أشاروا بأصابعهم إلى أفواههم : أن اسكت ، تكذيبا له ، وردا لقوله ; وهذه الأقوال الثلاثة متقاربة المعنى . والضميران للكفار ; والقول الأول أصحها إسنادا ; قال
أبو عبيد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن
سفيان عن
أبي إسحاق عن
أبي الأحوص عن
عبد الله في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=9فردوا أيديهم في أفواههم قال : عضوا عليها غيظا ; وقال الشاعر :
لو أن سلمى أبصرت تخددي ودقة في عظم ساقي ويدي
وبعد أهلي وجفاء عودي عضت من الوجد بأطراف اليد
وقد مضى هذا المعنى في " آل عمران " مجودا ، والحمد لله . وقال
مجاهد وقتادة : ردوا على الرسل قولهم وكذبوهم بأفواههم ; فالضمير الأول للرسل ، والثاني للكفار . وقال
الحسن وغيره : جعلوا أيديهم في أفواه الرسل ردا لقولهم ; فالضمير الأول على هذا للكفار ، والثاني للرسل . وقيل معناه : أومئوا للرسل أن يسكتوا . وقال
مقاتل : أخذوا أيدي الرسل ووضعوها على أفواه الرسل ليسكتوهم ويقطعوا كلامهم . وقيل : رد الرسل أيدي القوم في أفواههم . وقيل : إن الأيدي هنا النعم ; أي ردوا نعم الرسل بأفواههم ، أي بالنطق والتكذيب ، ومجيء الرسل بالشرائع نعم ; والمعنى : كذبوا بأفواههم ما جاءت به الرسل . و " في " بمعنى الباء ;
[ ص: 302 ] يقال : جلست في البيت وبالبيت ; وحروف الصفات يقام بعضها مقام بعض . وقال
أبو عبيدة : هو ضرب مثل ; أي لم يؤمنوا ولم يجيبوا ; والعرب تقول للرجل إذا أمسك عن الجواب وسكت : قد رد يده في فيه . وقاله
الأخفش أيضا . وقال
القتبي : لم نسمع أحدا من العرب يقول : رد يده في فيه إذا ترك ما أمر به ; وإنما المعنى : عضوا على الأيدي حنقا وغيظا ; لقول الشاعر :
تردون في فيه غش الحسو د حتى يعض علي الأكفا
يعني أنهم يغيظون الحسود حتى يعض على أصابعه وكفيه . وقال آخر :
قد أفنى أنامله أزمة فأضحى يعض علي الوظيفا
وقالوا : - يعني الأمم للرسل :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=9وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به أي بالإرسال على زعمكم ، لا أنهم أقروا أنهم أرسلوا .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=9وإنا لفي شك أي في ريب ومرية .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=9مما تدعوننا إليه من التوحيد .
" مريب " أي موجب للريبة ; يقال : أربته إذ فعلت أمرا أوجب ريبة وشكا ; أي نظن أنكم تطلبون الملك والدنيا .