الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            قوله تعالى : وأنذر عشيرتك الأقربين .

                                                                                            11245 عن الزبير بن العوام قال : لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين صاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي قبيس : " يا آل عبد مناف إني نذير " . فجاءته قريش ، فحذرهم وأنذرهم ، قالوا : تزعم أنك نبي يوحى إليك ، وأن سليمان سخر له الريح والجبال ، وأن موسى سخر له البحر ، وأن عيسى كان يحيي الموتى ، فادع الله أن يسير عنا هذه الجبال ، ويفجر لنا أنهارا فنتخذها محارثا فنزرع ونأكل ، وإلا فادع الله أن يحيي لنا موتانا ، وإلا فادع الله أن يصير هذه الصخرة التي تحتك ذهبا فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف ، فإنك تزعم أنك كهيئتهم . فبينما نحن حوله إذ نزل عليه الوحي ، فلما سري عنه قال : " والذي نفسي بيده ، لقد أعطاني ما سألتم ، ولو شئت لكان ، ولكنه خيرني بين أن تدخلوا باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم ، وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة ولا يؤمن مؤمنكم ، فاخترت باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم ، وأخبرني أنه إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم أنه معذبكم عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين " . فنزلت وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون حتى قرأ ثلاث آيات ، ونزلت ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى - الآية . رواه أبو يعلى من طريق عبد الجبار بن عمر الأيلي عن عبد الله بن عطاء بن إبراهيم ، وكلاهما وثق ، وقد ضعفهما الجمهور .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية