31 - 12 - باب التسليم لما قدره الله - سبحانه .
11845 عن قال : لما بعث الله - جل ذكره - ابن عباس موسى - عليه السلام - وأنزل عليه التوراة ، قال : اللهم إنك رب عظيم ، ولو شئت أن تطاع لأطعت ، ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت ، وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى ، فكيف هذا يا رب ؟ فأوحى الله [ ص: 200 ] إليه : إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون [ فانتهى موسى - عليه السلام ] ، فلما بعث الله - عز وجل - عزيرا ، وأنزل عليه التوراة بعدما كان رفعها عن بني إسرائيل حتى قال من قال منهم : إنه ابن الله ، قال : اللهم إنك رب عظيم ، لو شئت أن تطاع أطعت ، ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت ، وأنت تحب أن تطاع وأنت [ في ذلك ] تعصى ، فكيف هذا يا رب ؟ فأوحى الله إليه : لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ، فأبت نفسه حتى سأل أيضا ، فقال : اللهم إنك رب عظيم ، لو شئت أن تطاع أطعت ، ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت ، وأنت تحب أن تطاع وأنت تعصى ، فكيف هذا يا رب ؟ فأوحى الله إليه : إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ، فأبت نفسه حتى سأل أيضا ، فقال : اللهم إنك عظيم ، لو شئت أن تطاع أطعت ، ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت ، وأنت تحب أن تطاع وأنت تعصى ، فكيف هذا يا رب ؟ فأوحى الله إليه : إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ، فأبت نفسه حتى سأل أيضا ، قال : أفتستطيع أن تصر صرة من الشمس ؟ قال : لا ، قال : أفتستطيع أن تجيء بمكيال من ريح ؟ قال : لا ، قال : أفتستطيع أن تأتي بمثقال من نور ؟ قال : لا ، قال : فهكذا لا تقدر على الذي سألت عنه ، إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ، أما إني لا أجعل عقوبتك إلا أن أمحي اسمك من الأنبياء فلا تذكر فيهم ، فمحى اسمه من الأنبياء فليس يذكر فيهم وهو نبي ، فلما بعث الله عيسى ، ورأى منزلته من ربه ، وعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، ويحيي الموتى ، وينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم ، قال : اللهم إنك رب عظيم ، لو شئت أن تطاع لأطعت ، ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت ، وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى ، فكيف هذا يا رب ؟ فأوحى الله إليه : إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ، وأنت عبدي ورسولي ، وكلمتي ألقيتك إلى مريم ، وروح مني ، خلقتك من تراب ، ثم قلت لك : كن فكنت ، لئن لم تنته لأفعلن بك كما فعلت بصاحبك بين يديك ، إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ، فجمع عيسى من تبعه ، فقال : . القدر ستر الله فلا تكلفوه
رواه ، وفيه الطبراني أبو يحيى القتات ، وهو ضعيف عند الجمهور ، وقد وثقه في رواية وضعفه في غيرها ، ابن معين ومصعب بن سوار لم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح .
[ ص: 201 ]