32 - 11 - باب فيما كان من أمر ابن الزبير .
، واستخلاف أبيه له ، وأيام الحرة ، وغير ذلك . ويزيد بن معاوية
12078 - عن قال : لما أراد محمد بن سيرين معاوية أن يستخلف يزيد بعث إلى عامل المدينة أن أوفد إلي من تشاء . قال : فوفد إليه عمرو بن حزم الأنصاري ، فاستأذن ، فجاء حاجب معاوية يستأذن فقال : هذا عمرو بن حزم قد جاء يستأذن . فقال : ما حاجتهم إلي ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، جاء يطلب معروفك . فقال معاوية : إن كنت صادقا فليكتب ما شاء ، فأعطيه ما شاء ولا أراه . قال : فخرج إليه الحاجب فقال : ما حاجتك ؟ اكتب ما شئت . فقال : سبحان الله ، أجيء إلى باب أمير المؤمنين فأحجب عنه ؟ ! أحب أن ألقاه فأكلمه . فقال معاوية للحاجب : عده يوم كذا وكذا إذا صلى الغداة فليجئ . قال : فلما صلى معاوية الغداة أمر بسرير [ فجعل ] في إيوان له ، ثم أخرج الناس عنه ، فلم يكن عنده أحد سوى كرسي وضع لعمرو . فجاء عمرو فاستأذن، فأذن له ، فسلم عليه ، ثم جلس على الكرسي . فقال له معاوية : حاجتك ؟ قال : فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : لعمري لقد أصبح ابن معاوية واسط الحسب في قريش غنيا عن الملك غنيا إلا عن كل خير ، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : [ ص: 249 ] " إن الله لم يسترع عبدا رعية إلا وهو سائله عنها [ كيف صنع فيها " .
وإني أذكرك الله يا معاوية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيمن تستخلف عليها ] قال : فأخذ معاوية ربوة وأخذ يتنفس في غداة قر ، وجعل يمسح العرق عن وجهه ثلاثا ، ثم أفاق فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإنك امرؤ ناصح ، قلت برأيك بالغ ما بلغ ، وإنه لم يبق إلا ابني وأبناؤهم ، وابني أحق من أبنائهم ، حاجتك ؟ قال : ما لي حاجة . قال : ثم قال له أخوه : إنما جئنا من المدينة نضرب أكبادها من أجل كلمات . قال : ما جئت إلا لكلمات . قال : فأمر لهم بجوائزهم . قال : وخرج لعمرو مثله .
رواه أبو يعلى ، ورجاله رجال الصحيح .