32 - 14 - 1 - باب افتراق الأمم واتباع سنن من مضى .
12095 - عن قال : أنس بن مالك ذكر رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - له نكاية في العدو واجتهاد ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لا أعرف هذا " . قال : بل نعته كذا وكذا . قال : " ما أعرفه " . فبينما نحن كذلك إذ طلع الرجل ، فقال : هو هذا يا رسول الله . قال : " ما كنت أعرف هذا ، هذا أول قرن رأيته في أمتي ، " . فلما دنا الرجل سلم فرد عليه السلام . فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " أنشدك بالله ، هل حدثت نفسك حين طلعت علينا أن ليس في القوم أحد أفضل منك ؟ " . قال : اللهم نعم . قال : فدخل المسجد [ ص: 258 ] فصلى ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن فيه لسفعة من الشيطان لأبي بكر : " قم فاقتله " . فدخل أبو بكر ، فوجده قائما يصلي ، فقال أبو بكر في نفسه : إن للصلاة حرمة وحقا ، ولو أني استأمرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم . فجاء إليه ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم : " قتلته ؟ " . قال : لا ، رأيته قائما يصلي ، ورأيت للصلاة حرمة وحقا ، وإن شئت أن أقتله قتلته ؟ قال : " لست بصاحبه ، اذهب أنت يا عمر فاقتله " . فدخل عمر المسجد فإذا هو ساجد ، فانتظره طويلا ، ثم قال عمر في نفسه : إن للسجود حقا ، ولو أني استأمرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد استأمره من هو خير مني . فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " أقتلته ؟ " . قال : لا ، رأيته ساجدا ، ورأيت للسجود حقا ، وإن شئت أن أقتله قتلته ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لست بصاحبه ، قم يا علي أنت صاحبه إن وجدته " . فدخل ، فوجده قد خرج من المسجد ، فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " أقتلته ؟ " . قال : لا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لو قتل ما اختلف رجلان من أمتي حتى يخرج الدجال " .
ثم حدثهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الأمم فقال : " تفرقت أمة موسى على إحدى وسبعين ملة ، سبعون منها في النار وواحدة في الجنة . وتفرقت أمة عيسى على اثنتين وسبعين ملة ، إحدى وسبعون منها في النار وواحدة في الجنة " .
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " وتعلو أمتي على الفرقتين جميعا بملة ، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة " . قال : من هم يا رسول الله ؟ قال : " الجماعات " .
قال يعقوب بن زيد : وكان إذا حدث بهذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلا منه قرآنا علي بن أبي طالب ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون
ثم ذكر أمة عيسى فقال : ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم
ثم ذكر أمتنا فقال : وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون .
رواه أبو يعلى ، وفيه أبو معشر نجيح وفيه ضعف . وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في قتال الخوارج .