الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            12535 - وعن أسماء بنت يزيد أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بين ظهراني أصحابه يقول : " أحذركم المسيح وأنذركموه ، وكل نبي قد حذره قومه ، وهو فيكم أيتها الأمة ، وسأحكي لكم من نعته ما لم تحك الأنبياء قبلي لقومهم ، يكون قبل خروجه سنون خمس جدب حتى يهلك كل ذي حافر " . فناداه رجل فقال : يا رسول الله ، فبم يعيش المؤمنون ؟ قال : " بما يعيش به الملائكة . وهو أعور ، وليس الله بأعور ، بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب ، أكثر من يتبعه اليهود والنساء والأعراب ، ترون السماء تمطر وهي لا تمطر والأرض تنبت وهي لا تنبت ، ويقول للأعراب : ما تبغون مني ؟ ألم أرسل السماء عليكم مدرارا وأحيي لكم أنعامكم شاخصة ذراها خارجة خواصرها دارة ألبانها ؟ وتبعث معه الشياطين على صورة من مات من الآباء والإخوان والمعارف ، فيأتي أحدهم إلى أبيه وأخيه وذي رحمه فيقول : ألست فلانا ؟ ألست تعرفني ؟ هو ربك فاتبعه ، يعمر أربعين سنة ، السنة كالشهر ، والشهر كالجمعة ، والجمعة كاليوم ، واليوم كالساعة ، والساعة كاحتراق السعفة في النار ، يرد كل منهل إلا المسجدين " . ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ فسمع بكاء الناس وشهيقهم ، فرجع فقام بين أظهرهم فقال : " أبشروا ، فإن يخرج وأنا فيكم فالله كافيكم ورسوله ، وإن يخرج بعدي فالله خليفتي على كل مسلم " . رواه الطبراني ، وفيه شهر بن حوشب ، ولا يحتمل مخالفته للأحاديث الصحيحة إنه يلبث في الأرض أربعين يوما وفي هذا أربعين سنة ، وبقية رجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية