37 - 4 - 26 - 4 - باب خطبة الحسن بن علي - رضي الله عنهما - .
14798 - عن أبي الطفيل قال : ، فحمد الله وأثنى عليه الحسن بن علي بن أبي طالب ، وذكر أمير المؤمنين خطبنا عليا - رضي الله عنه - خاتم الأوصياء ، ووصي الأنبياء ، وأمين الصديقين والشهداء ، ثم قال :
يا أيها الناس ، لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطيه الراية ، فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح الله عليه ، ولقد قبضه الله في الليلة التي قبض فيها وصي موسى ، وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى ابن مريم ، وفي الليلة التي أنزل الله - عز وجل - فيها الفرقان ، والله ما ترك ذهبا ولا فضة ، وما في بيت ماله إلا سبعمائة وخمسون درهما فضلت من عطائه ، أراد أن يشتري بها خادما لأم كلثوم .
ثم قال : من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد - صلى الله عليه وسلم - . ثم تلا هذه الآية قول يوسف : ( واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب )
ثم أخذ في كتاب الله ، ثم قال : أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، وأنا ابن النبي ، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله - عز وجل - مودتهم وولايتهم ؛ فقال فيما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى )