15071 وعن أيضا : أن أبي هريرة مروان أتاه في مرضه الذي مات فيه ، فقال مروان : ما وجدت عليك في شيء منذ اصطحبنا إلا في حبك لأبي هريرة الحسن والحسين ، قال : فتحفز فجلس ، فقال : أشهد لخرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كنا ببعض الطريق ، سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو هريرة الحسن والحسين وهما يبكيان ، وهما مع أمهما ، فأسرع السير حتى أتاهما ، فسمعته يقول : " ما شأن ابني ؟ " . فقالت : العطش ، قال : فأخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى شنة يبتغي فيها ماء ، وكان الماء يومئذ أغدارا ، والناس يريدون الماء ، فنادى : " هل أحد منكم معه ماء ؟ " . فلم يبق أحد إلا أخلف بيده إلى كلامه يبتغي الماء في شنة ، فلم يجد أحد منهم قطرة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ناوليني أحدهما " . فناولته إياه من تحت الخدر ، فرأيت بياض ذراعيها حين ناولته ، فأخذه ، فضمه إلى صدره وهو يضغو ما يسكت ، فأدلع لسانه ، فجعل يمصه حتى هدأ أو سكن ، فلم أسمع له بكاء ، والآخر يبكي كما هو ما يسكت ، ثم قال : [ ص: 181 ] " ناوليني الآخر " . فناولته إياه ، ففعل به كذلك ، فسكتا فلم أسمع لهما صوتا ، ثم قال : " سيروا " . فصدعنا يمينا وشمالا عن الظعائن ، حتى لقيناه على قارعة الطريق ، فأنا لا أحب هذين وقد رأيت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ .
رواه ، ورجاله ثقات . الطبراني