الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            15231 وعن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم مكة خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة - أو ابن كنانة - فخرجوا في طلبها ، فأدركها هبار بن الأسود ، فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها ، وألقت ما في بطنها ، فتحملت ، واشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية ، فقال بنو أمية : نحن أحق بها ، وكانت تحت ابن عمهم أبي العاص ، وكانت عند هند بنت عتبة بن ربيعة ، وكانت تقول [ لها هند ] : هذا في سبب أبيك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيد بن حارثة : " ألا تنطلق فتجيء بزينب ؟ " . قال : بلى يا رسول الله ، قال : " فخذ خاتمي فأعطها إياه " . فانطلق زيد ، فلم يزل يتلطف فلقي راعيا ، فقال : لمن ترعى ؟ فقال : لأبي العاص ، فقال : لمن هذه [ ص: 213 ] الغنم ؟ فقال : لزينب بنت محمد - صلى الله عليه وسلم - فسار معه شيئا ، ثم قال : هل لك أن أعطيك شيئا تعطيها إياه ولا تذكره لأحد ؟ قال : نعم ، فأعطاه الخاتم ، فعرفته ، فقالت : من أعطاك هذا ؟ قال : رجل ، قالت : فأين تركته ؟ قال : بمكان كذا وكذا ، فسكتت حتى إذا كان الليل خرجت إليه ، فلما جاءته قال لها : اركبي بين يدي على بعيره . قالت : لا ، ولكن اركب أنت بين يدي ، فركب وركبت وراءه ، حتى أتت ، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " هي خير بناتي ، أصيبت في " .

                                                                                            فبلغ ذلك علي بن حسين ، فانطلق إلى عروة ، فقال : ما حديث بلغني عنك أنك تحدثه تنتقص حق فاطمة ؟ ! فقال عروة : والله ما أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب وأني أنتقص فاطمة حقا هو لها ، وأما بعد ذلك إني لا أحدث به أبدا
                                                                                            . رواه الطبراني ، في الكبير والأوسط بعضه ، ورواه البزار ، ورجاله رجال الصحيح .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية