الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            9841 وعن عبد الله بن مسعود قال : بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي ، ونحن نحو من ثمانين رجلا فيهم عبد الله بن مسعود ، وجعفر ، وعبد الله بن عرفطة ، وعثمان بن مظعون ، وأبو موسى ، فأتوا النجاشي ، وبعثت قريش عمرو بن العاص ، وعمارة بن الوليد بهدية ، فلما دخلا على النجاشي سجدا له ، ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله ، ثم قالا : إن نفرا من بني عمنا نزلوا أرضك ، ورغبوا عنا وعن ملتنا قال : فأين هم ؟ قالا : هم في أرضك فابعث إليهم ، فبعث إليهم ، قال جعفر : أنا خطيبكم اليوم فاتبعوه ، فسلم ولم يسجد ، فقالوا له : ما لك لا تسجد للملك ؟ قال : إنا لا نسجد إلا لله عز وجل قال : وما ذاك ؟ قال : إن الله عز وجل بعث إلينا رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأمرنا أن لا نسجد لأحد إلا لله عز وجل ، وأمرنا بالصلاة والزكاة .

                                                                                            قال عمرو بن العاص : فإنهم يخالفونك في عيسى قال : ما يقولون في عيسى بن مريم وأمه ؟ قال : يقولون كما قال الله عز وجل : هو كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول ، التي لم يمسها ، ولم يفترضها ولد . قال : فرفع عودا من الأرض ، وقال : يا معشر الحبشة القسيسين والرهبان ، والله ما يزيدون على الذي نقول فيه ما سوى هذا ، مرحبا بكم ، وبمن جئتم من عنده ، أشهد أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنه الذي نجده في الإنجيل ، وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم ، انزلوا حيث شئتم ، فوالله لو ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه وأوضئه . وأمر بهدية الآخرين فردت عليهما .

                                                                                            ثم تعجل عبد الله بن مسعود حتى أدرك بدرا ، وزعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استغفر له حين بلغه موته . رواه الطبراني ، وفيه حديج بن معاوية ، وثقه أبو حاتم ، وقال : في بعض حديثه ضعف ، وضعفه ابن معين ، وغيره ، وبقية رجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية