قال أبو معبد : هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ، ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا ، وأصبح صوت بمكة عاليا يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه ، وهو يقول :
جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين قلا خيمتي أم معبد . هما نزلاها بالهدى واهتدت به
لقد فاز من أمسى رفيق محمد فيا لقصي ما زوى الله عنكم
به من فعال لا تجارى وسؤدد ليهن بني كعب مكان فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت عليه صريحا ضرة الشاة مزبد فغادرها رهنا لديها لحالب يرددها في مصدر ثم مورد
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم وقدس من يسري إليهم ويغتدي
ترحل عن قوم فضلت عقولهم وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم وأرشدهم من يبتغي الحق يرشد
[ ص: 58 ] وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا عمايتهم هاد به كل مهتد ؟
وقد نزلت منه على أهل يثرب ركاب هدى حلت عليهم بأسعد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ويتلو كتاب الله في كل مسجد
وإن قال في يوم مقالة غائب فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
ليهن أبا بكر سعادة جده بصحبته من يسعد الله يسعد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد
وقال لنا عن مكرم : لا عايس ولا مفند يعني : لا عابس ، ولا مكذب . رواه ، وفي إسناده جماعة لم أعرفهم . الطبراني
وقد ورد حديث أم معبد من طريق سليط ذكرته في علامات النبوة في صفته - صلى الله عليه وسلم - .