الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الأثار

الحازمي - أبو بكر محمد بن موسى الحازمي الهمذاني

صفحة جزء
[ ص: 187 ] كتاب الصلاة

1 - باب استقبال القبلة .

- نسخ التوجه إلى بيت المقدس .

2 - باب الأذان .

- حديث عبد الله بن زيد المتداول بين فقهاء الإسلام بالقبول .

- اتفاق أهل العلم في الرجل يؤذن ويقيم غيره ؛ على أن ذلك جائز .

- طريق الإنصاف في الجمع بين الحديثين .

3 - باب في تثنية الإقامة .

4 - باب نسخ الالتفات في الصلاة .

- حديث تفرد به الفضل بن موسى يدل على أنه لا بأس من الالتفات في الصلاة .

- نسخ ذلك وكراهته .

5 - باب ما نسخ من الكلام في الصلاة .

- ذكر ما كان في بدء الإسلام من رد المصلي السلام .

- دلالة النسخ في حديث عبد الله بن مسعود .

- ذكر حديث يدل على أن جواز ذلك كان قبل الهجرة .

6 - ما ذكر في سهو الكلام دون عمده .

- اتفاق العلماء أن الكلام في الصلاة يبطلها .

- الفصل الثاني في السهو في الصلاة .

- حديث ذي اليدين ومناقشته .

[ ص: 188 ] - بيان أنه منسوخ بحديث زيد بن أرقم .

7 - باب في مرور الحمار أمام المصلي .

- حديث أخرجه أبو داود يدل على أن مرور الحمار أمام المصلي يقطع الصلاة .

- حديث أبي ذر ، وبيان أنه لا يقطع الصلاة شيء .

- حديث ابن عباس ، والإجماع عليه .

8 - باب في الصلاة إلى التصاوير والنهي عنها .

9 - باب ما ذكر في وضع اليدين قبل الركبتين في السجود .

10 - باب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وتركه .

- اختلاف أهل العلم في هذا الباب .

- أحاديث الإخفات أمتن ، وبيان ذلك .

11 - باب ما جاء في التطبيق في الركوع .

- دليل نسخ التطبيق في الركوع .

12 - باب في قنوت النبي - صلى الله عليه وسلم - في جميع الصلوات .

- ذكر حديث يدل على ترك الحكم الأول .

- دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - على آحاد الكفرة .

- اختلاف الناس في القنوت في الفجر .

13 - باب في النهي عن القراءة خلف الإمام .

- ملخص كلام البخاري في القراءة خلف الإمام .

14 - باب في الإسفار في الصبح ، واختلاف الناس فيه .

[ ص: 189 ] - بيان نسخ الأفضلية بالإسفار .

15 - باب في المسبوق يصلي ما فاته ، ثم يدخل مع الإمام في الصلاة ، ونسخ ذلك .

16 - باب موقف الإمام والمأموم .

- ذكر أحاديث تدل على أن فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة خلاف الأول .

17 - باب ائتمام المأموم بإمامه إذا صلى جالسا .

- نسخ ذلك .

18 - باب في سجود السهو ، والاختلاف فيه .

- هل سها النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاته .

- اختلاف أهل العلم في سجود السهو على أربعة أوجه .

19 - باب صلاة الخوف .

20 - باب صلاة الجمعة قبل الخطبة ، ونسخ ذلك .

21 - باب الأمر بالقيام للجنازة .

- اختلاف أهل العلم في هذا الباب .

- رأي أكثر أهل العلم .

22 - باب عدد التكبير على الجنائز .

- اختلاف أهل العلم في هذا الباب على أربعة أوجه .

23 - باب الصلاة على المنافقين ، ونسخ ذلك .

24 - باب ترك الصلاة على من عليه دين ، ونسخ ذلك .

[ ص: 190 ] 25 - باب النهي عن الجلوس حتى توضع الجنازة ، ونسخ ذلك

26 - باب النهي عن زيارة القبور ، ثم الرخصة فيها .

27 - باب الاستغفار لموتى المشركين ، ونسخ ذلك .

[ ص: 191 ] 1 - ومن باب استقبال القبلة

حديث عن البراء في التوجه قبل البيت - توجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصلاته سنة وأشهرا إلى بيت المقدس ، ثم نزلت آية النسخ - دليل على نسخ السنة بالكتاب - دليل آخر - دليل ثالث - الحكم الأول كان ثابتا بنص القرآن ، ثم نسخ بالقرآن .

أخبرنا أبو العلاء محمد بن جعفر الخازن ، أخبرنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم النيسابوري في كتابه ، أخبرنا أبي ، أخبرنا عبد الملك بن الحسن ، أخبرنا يعقوب بن إسحاق ، أخبرنا سليمان بن سيف ، أخبرنا أبو جعفر النفيلي ، حدثنا زهير ، حدثنا أبو إسحاق ، عن البراء ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده - قال زهير : أو أخواله من الأنصار - وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا ، أو سبعة عشر شهرا ، وكانت يهود قد أعجبهم إذ كان يصلي إلى بيت المقدس وأهل الكتاب ، فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك .

اتفق الناس على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يؤمر بالتوجه نحو الكعبة كان يصلي إلى بيت المقدس ، وذلك قبل أن يهاجر ، وبعد الهجرة بسنة وأشهر ، غير أنه كان يجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس ، ثم نزلت آية النسخ .

واختلف الناس في المنسوخ هل كان ثابتا بنص الكتاب أو بالسنة ؟ فذهبت طائفة إلى أن المنسوخ كان ثابتا بالسنة ، ثم نسخ بالكتاب ، وهو مذهب من يرى نسخ السنة بالقرآن ، وتمسكوا في ذلك بظواهر رويت في هذا الباب .

أخبرنا محمد بن جعفر الخازن ، أخبرنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم [ ص: 192 ] في كتابه ، أخبرنا أبي ، أخبرنا أبو نعيم الإسفرائيني ، أخبرنا يعقوب بن إسحاق ، أخبرنا الربيع بن سليمان ، أخبرنا أسد بن موسى ، أخبرنا حماد بن سلمة ، أخبرنا ثابت ، عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي نحو بيت المقدس فنزلت : قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ، فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر ، وقد صلوا ركعة ، فنادى : ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة . فمالوا كما هم ركوع نحو القبلة

قرأت على روح بن بدر بن ثابت ، أخبرك أحمد بن محمد بن أحمد في كتابه ، عن أبي سعيد محمد بن موسى ، أخبرنا محمد بن يعقوب الأصم ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا مالك ، عن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن عمر ، قال : بينما الناس بقبا في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال : النبي - صلى الله عليه وسلم - أنزل عليه الليلة قرآن ، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها . وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة .

[ ص: 193 ] هذا حديث صحيح ثابت ، أخرجه البخاري ومسلم في كتابيهما ، عن قتيبة ، عن مالك .

وذهبت طائفة أخرى ممن يعتبر التجانس في الناسخ والمنسوخ إلى أن الحكم الأول كان ثابتا بالقرآن ، ثم نسخ بالقرآن ؛ إذ القرآن لا ينسخ إلا بالقرآن ، وكذلك السنة ، وتمسكوا في ذلك بما أخبرنا طاهر بن محمد ، عن أحمد بن علي بن عبد الله ، أخبرنا الحاكم أبو عبد الله ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الفقيه بالري ، أخبرنا محمد بن الفرج الأزرق ، حدثنا حجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال : أول ما نسخ من القرآن فيما ذكر لنا - والله أعلم - شأن القبلة ، قال الله - عز وجل - : ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله فاستقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى نحو بيت المقدس ، وترك البيت العتيق ، فقال : سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها يعنون بيت المقدس ، فنسختها ، وصرفه الله تعالى إلى البيت العتيق ، فقال : ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره .

قال الشافعي في قوله : فأينما تولوا فثم وجه الله يعني - والله أعلم - ثم الوجه الذي وجهكم الله إليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية