الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 262 ] قال : ( ومن لبس الجرموق فوق الخف مسح عليه ) خلافا للشافعي رحمه الله تعالى ، فإنه يقول : البدل لا يكون له بدل . ولنا { أن النبي عليه الصلاة والسلام مسح على الجرموقين }" ; ولأنه تبع للخف استعمالا وغرضا ، فصار كخف ذي طاقين ، وهو بدل عن الرجل ، لا عن الخف ; بخلاف ما إذا لبس الجرموق بعدما أحدث ; لأن الحدث حل بالخف فلا يتحول إلى غيره ، ولو كان الجرموق من كرباس لا يجوز المسح عليه ; لأنه لا يصلح بدلا عن الرجل إلا أن تنفذ البلة إلى الخف .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الحديث الرابع : روي { عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح على الجرموقين } ، قلت : روى أبو داود في " سننه " من حديث أبي عبد الله عن أبي عبد الرحمن أنه شهد عبد الرحمن بن عوف سأل بلالا عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كان يخرج يقضي حاجته ، فأتيته بالماء فيتوضأ ، ويمسح على عمامته وموقيه انتهى .

                                                                                                        ورواه ابن خزيمة في " صحيحه " والحاكم في " المستدرك ، وصححه " ، قال الشيخ تقي الدين في " الإمام " : قيل في أبي عبد الله هذا : إنه مولى بني تيم ، ولم يسم ، هو ولا أبو عبد الرحمن ، ولا رأيت في [ ص: 263 ] الرواة عن كل واحد منهما إلا واحدا ، وهو ما ذكر في الإسناد هذا انتهى .

                                                                                                        { حديث آخر } : رواه الطبراني في " معجمه " حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا الحسن بن موسى ثنا شيبان عن ليث بن أبي سليم عن الحكم عن شريح بن هانئ عن علي بن أبي طالب ، قال : { زعم بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الموقين والخمار }انتهى . ورواه ابن خزيمة في " صحيحه " من حديث أبي إدريس الخولاني عن بلال { أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الموقين . والخمار }انتهى .

                                                                                                        { حديث آخر } : رواه البيهقي في " سننه " من حديث عاصم الأحول عن أنس بن مالك { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الموقين . والخمار } ، انتهى .

                                                                                                        { حديث آخر } : رواه الطبراني في " معجمه الوسط " حدثنا محمد بن علي الصائغ ثنا المسيب بن واضح ثنا مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر ، قال : { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الموقين . والخمار }. انتهى .

                                                                                                        قال الشيخ تقي الدين في " الإمام " : وقد اختلفت عباراتهم في تفسير " الموق " فقال ابن سيده " الموق " ضرب من الخفاف ، والجمع أمواق عربي صحيح ، وحكى الأزهري عن الليث " الموق " ضرب من الخفاف ، ويجمع على أمواق وقال الجوهري : " الموق " الذي يلبس فوق الخف ، فارسي معرب ، وقال الفراء : " الموق " : الخف ، فارسي معرب ، وجمعه أمواق وكذلك قال الهروي : " الموق " : الخف ، فارسي معرب ، وقال كراع : " الموق " : الخف ، والجمع أمواق انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية