الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 498 ] ( ويعتمد بيديه على ركبتيه ، ويفرج بين أصابعه ) لقوله عليه الصلاة والسلام لأنس رضي الله عنه " { إذا ركعت فضع يديك على ركبتيك ، وفرج بين أصابعك }" ولا يندب إلى التفريج إلا في هذه الحالة ، ليكون أمكن من الأخذ ، ولا إلى الضم إلا في حالة السجود ، وفيما وراء ذلك يترك على العادة .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        { الحديث السابع عشر } : روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأنس : " { إذا ركعت فضع يديك على ركبتيك وفرج بين أصابعك }" ، قلت : رواه الطبراني في " معجميه الصغير ، والوسط " حدثنا محمد بن صالح بن وليد النرسي ثنا مسلم بن حاتم الأنصاري ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبيه عبد الله بن المثنى عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن أنس بن مالك ، قال : { قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وأنا يومئذ ابن ثمان سنين ، فذهبت بي أمي إليه ، فقالت : يا رسول الله إن رجال الأنصار ونساءهم قد أتحفوك ، ولم أجد ما أتحفك إلا ابني هذا ، فاقبله مني يخدمك ما شئت ، قال : فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، فلم يضربني ضربة قط ، ولم يسبني ، ولم يعبس في وجهي ، فذكره بطوله ، إلى أن قال : ثم قال لي يعني النبي صلى الله عليه وسلم : يا بني إذا ركعت فضع كفيك على ركبتيك ، وأفرج بين أصابعك ، وارفع يديك عن جنبيك }" ، مختصر ، ورواه أبو يعلى الموصلي في " مسنده " حدثنا يحيى بن أيوب ثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الصدائي ثنا عباد المنقري عن علي بن زيد به . [ ص: 499 ] طريق آخر : رواه ابن عدي في " الكامل " والعقيلي ، وابن حبان في " كتابه الضعفاء " من حديث كثير بن عبد الله أبي هاشم الأبلي ، قال : سمعت أنس بن مالك ، يقول : { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بني إذا تقدمت إلى الصلاة فاستقبل القبلة وارفع يديك عن جنبيك ، وكبر ، واقرأ بما بدا لك ، وإذا ركعت فضع يديك على ركبتيك ، وأفرج بين أصابعك ، وسبح ، وإذا رفعت رأسك فأقم صلبك ، وإذا سجدت ، فضع عقبيك تحت أليتيك ، وأقم صلبك ، حتى تضع كل عضو منك مكانه ، ولا تنقر نقر الديك ، ولا تقع إقعاء الكلب ، ولا تبسط ذراعيك بسط الثعلب ، فإن الله لا ينظر إلى من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود }" انتهى .

                                                                                                        وضعفه ابن عدي ، والعقيلي بكثير بن عبد الله ، وأسندا عن البخاري أنه قال : منكر الحديث ، وقال ابن حبان : كان يضع الحديث على أنس ، قال : ويقال له : كثير بن سليم ، لا يحل كتب حديثه انتهى . طريق آخر : رواه أبو الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي في كتابه " تاريخ مكة " : حدثني جدي أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي ثنا عطاف بن خالد المخزومي عن إسماعيل بن رافع عن أنس بن مالك ، قال : { كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف ، فجاءه رجلان : أحدهما : أنصاري ، والآخر : ثقفي ، فتقدم إليه الثقفي ، فقال له عليه السلام : يا أخا ثقيف سل عن حاجتك ، وإن شئت أخبرتك عنها ، قال : فذاك أعجب إلي يا رسول الله ، قال : جئت تسأل عن صلاتك ، قال : إي والذي بعثك بالحق ، قال : فصل أول الليل وآخره ، ونم وسطه ، فإذا قمت إلى الصلاة فركعت ، فضع يديك على ركبتيك ، وفرج بين أصابعك ، ثم ارفع رأسك حتى يرجع كل عضو إلى مفصله ، وإذا سجدت فأمكن جبهتك من الأرض ، ولا تنقر ، وصم الليالي البيض : ثلاث عشرة ، وأربع عشرة ، وخمس عشرة } ، إلى آخره ، وروى نحو هذا الحديث ابن حبان في " صحيحه " ، من حديث ابن عمر قال : { جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجلان } ، فذكره في النوع الثالث والأربعين من القسم الثالث ، وكذا الطبراني في " معجمه " . أحاديث الباب ، في حديث أبي حميد الساعدي في " صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم " .

                                                                                                        { أنه ركع ، فوضع راحتيه على ركبتيه } ، وقد تقدم في أول الباب ، وفي حديث رفاعة بن رافع في حديث : المسيء صلاته ، { وإذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك } ، رواه أبو داود ، وقد تقدم أيضا .

                                                                                                        { حديث آخر } : أخرجه أبو داود ، والنسائي عن عطاء بن السائب عن سالم البراد ، [ ص: 500 ] قال : أتينا عقبة بن عمرو الأنصاري أبا مسعود ، فقلنا له : حدثنا عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم { فقام بين أيدينا في المسجد ، فكبر ، فلما ركع وضع يديه على ركبتيه } ، الحديث ، وفي آخره ، ثم قال : { هكذا رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي } ، مختصر . ووهم شيخنا علاء الدين في عزو هذا الحديث للترمذي ، مقلدا لغيره في ذلك . وأما حديث ابن مسعود أنه طبق بين كفيه وأدخلهما بين فخذيه ، رواه مسلم ، فمنسوخ بما أخرجاه في " الصحيحين " عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص ، قال : صليت إلى جنب أبي ، فطبقت بين كفي ، ثم وضعتهما بين فخذي ، فنهاني أبي ، وقال : كنا نفعله فنهينا عنه ، وأمرنا أن نضع أيدينا على الركب انتهى . ورواه أصحاب السنن الأربعة أيضا .

                                                                                                        { حديث آخر } دال على النسخ ، رواه الترمذي حدثنا أحمد بن منيع ثنا أبو بكر بن عياش ثنا أبو حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي ، قال : قال لنا عمر بن الخطاب : إن الركب سنة لكم ، فخذوا بالركب انتهى .

                                                                                                        وقال : حديث حسن صحيح ، وفي الباب عن سعد ، وأنس ، وأبي حميد ، وأبي أسيد ، وسهل بن سعد ، ومحمد بن مسلمة ، وأبي مسعود انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية