الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 523 - 546 ] ( وإذا رفع رأسه من السجدة افترش رجله اليسرى فجلس عليها ، ونصب اليمنى نصبا ، ووجه أصابعه نحو القبلة ) هكذا وصفت عائشة رضي الله عنها قعود رسول الله ، عليه الصلاة والسلام في الصلاة . [ ص: 547 ] ( ووضع يديه على فخذيه وبسط أصابعه وتشهد ) يروى ذلك في حديث وائل بن حجر رضي الله عنه ، ولأن فيه توجيه أصابع يديه إلى القبلة ( فإن كانت امرأة جلست على أليتها اليسرى وأخرجت رجلها من الجانب الأيمن ) لأنه أستر لها .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الحديث الأربعون : روي أن عائشة وصفت قعود رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة أنه افترش رجله اليسرى ، فجلس عليها ، ونصب اليمنى نصبا ، ووجه أصابعه نحو القبلة ، قلت : غريب بهذا اللفظ ، وفي " مسلم " بعضه ، أخرجه عن أبي الجوزاء عن عائشة ، قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير . والقراءة بالحمد لله رب العالمين وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ، ولكن بين ذلك ، وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما ، وكان إذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتى يستوي جالسا ، وكان يقول في كل ركعتين : التحية ، إلى أن قال : وكان يفرش رجله اليسرى ، وينصب رجله اليمنى ، وكان ينهى عن عقبة الشيطان ، وينهى أن يفرش الرجل ذراعيه افتراش السبع ، وكان يختم الصلاة بالتسليم }انتهى .

                                                                                                        وقال النسائي في " سننه " : أخبرنا قتيبة عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه ، قال : من سنة الصلاة أن ينصب القدم اليمنى ، واستقباله بأصابعها القبلة ، والجلوس على اليسرى انتهى .

                                                                                                        وروى البخاري في " صحيحه " بلفظ : إنما سنة الصلاة أن [ ص: 547 ] تنصب رجلك اليمنى ، وتثني اليسرى ، لم يذكر فيه استقبال القبلة بالأصابع ، وفيه قصة .

                                                                                                        { حديث آخر } : أخرجه الترمذي عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال : قدمت المدينة ، قلت : لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما جلس " يعني للتشهد " افترش رجله اليسرى ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى ، ونصب رجله اليمنى ، انتهى . وقال : حديث حسن صحيح .

                                                                                                        الحديث الحادي والأربعون : قال في الكتاب : ووضع يديه على فخذيه " يعني في التشهد " وبسط أصابعه ، وتشهد ، يروى ذلك في حديث وائل ، قلت : غريب ، وفي " مسلم " وضع اليدين على الفخذين من رواية ابن عمر ، إلا أن فيه : أنه كان يقبض أصابعه ، ولفظه : قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى ، وقبض أصابعه كلها ، وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام ، ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى .




                                                                                                        الخدمات العلمية