الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 49 - 51 ] nindex.php?page=treesubj&link=1722_1727 ( ويصلي القائم خلف القاعد ) وقال nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد رحمه الله تعالى: لا يجوز ، وهو القياس لقوة حال القائم ، ونحن تركناه بالنص ، وهو ما روي { nindex.php?page=hadith&LINKID=64173أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى آخر صلاته قاعدا والقوم خلفه قيام }
[ ص: 51 - 52 ] الحديث الحادي والسبعون : روي أنه عليه السلام { nindex.php?page=hadith&LINKID=64130صلى آخر صلاته قاعدا ، والناس خلفه قيام } ، قلت : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=64131دخلت على nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، فقلت لها : ألا تحدثيني عن مرض النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : بلى ، لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أصلى الناس ؟ قلنا : لا ، هم ينتظرونك للصلاة ، قال : ضعوا لي ماء في المخضب ، ففعلنا ، فاغتسل ، ثم ذهب لينوء ، فأغمي عليه ، ثم أفاق ، فقال : أصلى الناس ؟ فقلنا : لا ، وهم ينتظرونك يا رسول الله ، فقال : ضعوا لي ماء في المخضب ، ففعلنا ، فاغتسل ، ثم ذهب لينوء ، فأغمي عليه ، ثم أفاق ، فقال : أصلى الناس ؟ فقلنا : لا ، وهم ينتظرونك يا رسول الله ، فقال : ضعوا لي ماء في المخضب ، فاغتسل ، ثم ذهب لينوء ، فأغمي عليه ، ثم أفاق ، فقال : أصلى الناس ؟ فقلنا : لا وهم ينتظرونك يا رسول الله ، قالت : والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة . قالت : فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر أن يصلي بالناس ، فأتاه الرسول ، وكان أبو بكر رجلا رقيقا ، فقال : يا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر صل أنت ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : أنت أحق بذلك ، قالت : فصلى بهم أبو بكر ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد من نفسه خفة ، فخرج يهادي بين رجلين : أحدهما nindex.php?page=showalam&ids=18العباس ، لصلاة الظهر ، وأبو بكر يصلي بالناس ، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر ، فأومأ إليه أن لا يتأخر ، وقال لهما : أجلساني إلى جنبه ، فأجلساه إلى جنب أبي بكر فكان أبو بكر يصلي ، وهو قائم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر ، والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد . قال عبيد الله : فعرضت على nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، فما أنكر منه شيئا ، غير أنه قال : أسمت لك الرجل الذي كان مع nindex.php?page=showalam&ids=18العباس ؟ قلت : لا ، قال : هو nindex.php?page=showalam&ids=8علي }انتهى .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن الأسود عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، قالت : { nindex.php?page=hadith&LINKID=64132لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه [ ص: 53 ] الذي توفي فيه ، فذكر نحوه } ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " المعرفة " { nindex.php?page=hadith&LINKID=64133أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس في مرضه الذي مات فيه ، إلى أن قال : فكان عليه السلام بين يدي أبي بكر يصلي قاعدا ، وأبو بكر يصلي بصلاته قائما ، والناس يصلون بصلاة أبي بكر ، والناس قيام خلف أبي بكر }انتهى .
أحاديث الخصوم لهم : حديث { nindex.php?page=hadith&LINKID=10228إذا صلى جالسا ، فصلوا جلوسا } ، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم ، وباقي الستة عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=20279سقط رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فرس فجحش شقه الأيمن : فدخلنا عليه نعوده ، فحضرت الصلاة ، فصلى بنا قاعدا ، فصلينا وراءه قعودا ، فلما قضى الصلاة ، قال : إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا كبر فكبروا ، إلى أن قال : وإذا صلى قاعدا ، فصلوا قعودا } ، وأخرجا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة نحوه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=12476إنما جعل الإمام ليؤتم به } ، الحديث . ليس فيه قصة الفرس ، وأخرجا عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، قالت : { nindex.php?page=hadith&LINKID=48277اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه ناس من أصحابه يعودونه ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ، فصلوا بصلاته قياما . فأشار إليهم أن اجلسوا ، فجلسوا ، فلما انصرف ، قال : إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا ركع فاركعوا ، وإذا رفع فارفعوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا }. انتهى .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر نحوه ، سواء ، وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " صحيحه " حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس المذكور ، من رواية حميد الطويل عنه ، مخالفا لرواية nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عنه . ولفظه : { nindex.php?page=hadith&LINKID=64134أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط عن فرسه فجحشت ساقه ، أو كتفه ، وآلى من نسائه شهرا ، فجلس في مشربة له ، فأتاه أصحابه يعودونه ، فصلى بهم جالسا ، وهم قيام ، فلما سلم : قال : إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا كبر فكبروا ، وإذا ركع فاركعوا ، وإذا سجد فاسجدوا ، وإن صلى قائما فصلوا قياما ، ونزل لتسع وعشرين ، فقالوا : يا رسول الله ، إنك آليت شهرا ؟ فقال : إن الشهر تسع وعشرون }. انتهى .
ذكره في " أوائل الصلاة في باب الصلاة في السطوح " منفردا به ، دون الباقين ، وتكلف nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي في " شرح مسلم " الجمع بين الروايتين ، فقال : يحتمل أن يكون البعض : صلوا قياما . والبعض صلوا جلوسا ، فأخبر nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بالحالتين ، وهذا مع ما فيه من التعسف ، ليس في شيء من الروايات ما يساعده عليه ، وقد ظهر لي فيه وجهان : أحدهما : أنهم صلوا خلفه [ ص: 54 ] قياما . فلما شعر بهم النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالجلوس ، فجلسوا ، فرآهم nindex.php?page=showalam&ids=9أنس على الحالتين ، فأخبر بكل منهما ، مختصرا للأخرى ، لم يذكر القصة بتمامها ، يدل عليه حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر المتقدمان . الثاني : وهو الأظهر : أنهما كانا في وقتين ، وإنما أقرهم عليه السلام في إحدى الواقعتين على قيامهم خلفه ، لأن تلك الصلاة كانت تطوعا ، والتطوعات يحتمل فيها ما لا يحتمل في الفرائض .
وقد صرح بذلك في بعض طرقه ، كما أخرجه أبو داود في " سننه " عن nindex.php?page=showalam&ids=12026أبي سفيان عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=19592ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا بالمدينة ، فصرعه على جذم نخلة ، فانفكت قدمه ، فأتيناه نعوده ، فوجدناه في مشربة nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة ، يسبح جالسا ، قال : فقمنا خلفه ، فسكت عنا ، ثم أتيناه مرة أخرى نعوده ، فصلى المكتوبة جالسا ، فقمنا خلفه ، فأشار إلينا فقعدنا ، قال : فلما قضى الصلاة ، قال : إذا صلى الإمام جالسا فصلوا جلوسا وإذا صلى قائما ، فصلوا قياما ، ولا تفعلوا ، كما تفعل فارس بعظمائها }انتهى . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في " صحيحه " كذلك ، ثم قال : وفي هذا الخبر دليل على أن ما في حديث حميد عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أنه صلى بهم قاعدا وهم قيام ، أنه إنما كانت تلك الصلاة سبحة ، فلما حضرت الفريضة أمرهم بالجلوس ، فجلسوا ، فكان أمر فريضة لا فضيلة . انتهى . قلت : ومما يدل على أن التطوعات يحتمل فيها ما لا يحتمل في الفرائض ما أخرجه الترمذي عن nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عن { nindex.php?page=hadith&LINKID=64135nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، قال : قال ، لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إياك والالتفات في الصلاة ، فإنه هلكة ، فإن كان لا بد ، ففي التطوع لا في الفريضة }انتهى . وقال : حديث حسن انتهى .
وأصحابنا يجعلون أحاديث : { nindex.php?page=hadith&LINKID=10228إذا صلى جالسا ، فصلوا جلوسا } ، منسوخة بحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة المتقدم : أنه صلى آخر صلاته قاعدا ، والناس خلفه قيام ، وبحديث : { nindex.php?page=hadith&LINKID=31170لا يؤمن أحد بعدي جالسا } ، وسيأتي ذكره ، لكن حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة وقع فيه اضطراب لا يقدح فيه ، فالذي تقدم أنه عليه السلام كان إماما ، وأبو بكر مأموما ، وقد ورد فيه العكس ، كما أخرجه الترمذي . nindex.php?page=showalam&ids=15395والنسائي عن نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، قالت : { nindex.php?page=hadith&LINKID=64136صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه خلف أبي بكر قاعدا }انتهى .
قال الترمذي : حديث [ ص: 55 ] حسن صحيح ، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي أيضا عن حميد عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=8آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع القوم ، صلى في ثوب واحد متوشحا خلف أبي بكر } ، انتهى .
ومثل هذا لا يعارض ما وقع في الصحيح ، مع أن العلماء جمعوا بينهما ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " المعرفة " : ولا تعارض بين الخبرين ، فإن الصلاة التي كان فيها النبي صلى الله عليه وسلم إماما هي صلاة الظهر ، يوم السبت . أو الأحد ، والتي كان فيها مأموما هي صلاة الصبح ، من يوم الاثنين ، وهي آخر صلاة صلاها عليه السلام ، حتى خرج من الدنيا ، قال : وهذا لا يخالف ما يثبت عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس في صلاتهم يوم الاثنين ، وكشفه عليه السلام الستر ، ثم إرخائه ، فإن ذلك إنما كان في الركعة الأولى ، ثم إنه عليه السلام وجد في نفسه خفة ، فخرج فأدرك معه الركعة الثانية ، يدل عليه ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة في " المغازي " عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=11822أبو الأسود عن عروة { nindex.php?page=hadith&LINKID=96134أن النبي صلى الله عليه وسلم أقلع عنه الوعك ليلة الاثنين ، فغدا إلى صلاة الصبح متوكئا على nindex.php?page=showalam&ids=69الفضل بن العباس . وغلام له ، وقد سجد الناس مع أبي بكر ، حتى قام إلى جنب أبي بكر ، فاستأخر أبو بكر فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوبه ، فقدمه في مصلاه فصفا جميعا ، ورسول الله جالس ، وأبو بكر يقرأ ، فركع معه الركعة الآخرة ، ثم جلس أبو بكر حتى قضى سجوده ، فتشهد وسلم ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الركعة الأخرى ، ثم انصرف إلى جذع من جذوع المسجد } ، فذكر القصة في دعائه nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد ، وعهده إليه فيما بعثه فيه ، ثم في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ، أخبرنا به أبو عبد الله الحافظ بسنده إلى nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11822أبو الأسود عن عروة ، فذكره ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : فالصلاة التي صلاها أبو بكر ، وهو مأموم ، هي صلاة الظهر ، وهي التي خرج فيها بين nindex.php?page=showalam&ids=18العباس ، nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي ، والتي كان فيها إماما ، هي صلاة الصبح ، وهي التي خرج فيها بين nindex.php?page=showalam&ids=69الفضل بن العباس . وغلام له ، وفيها الجمع بين الأخبار انتهى كلام nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي . قلت : وحديث كشف الستارة في " الصحيحين " ، وليس فيه : أنه عليه السلام صلى خلف أبي بكر ، [ ص: 56 ] أخرجاه عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أن أبا بكر { nindex.php?page=hadith&LINKID=64138كان يصلي بهم في وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه ، حتى إذا كان يوم الاثنين ، وهم صفوف في الصلاة ، كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة ، فنظر إلينا ، وهو قائم ، كأن وجهه ورقة مصحف ، ثم تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا ، قال : فبهتنا ، ونحن في الصلاة فرحا برسول الله ، ونكص أبو بكر على عقبيه ، وظن أن رسول الله خارج للصلاة ، فأشار إليهم بيده أن أتموا صلاتكم ، ثم دخل ، وأرخى الستر ، وتوفي من يومه ذلك }.
وفي لفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري : أن ذلك كان في صلاة الفجر ، والله أعلم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في " صحيحه " بعد أن روى حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة من رواية زائدة عن nindex.php?page=showalam&ids=17170موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بلفظ الصحيحين ، ثم رواه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=17170موسى بن أبي عائشة به : { nindex.php?page=hadith&LINKID=64139أن أبا بكر صلى بالناس ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف خلفه }. انتهى .
قال : فهذا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة قد خالف nindex.php?page=showalam&ids=15908زائدة في هذا الخبر ، وهما ثبتان حافظان ، ثم أخرج عن nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، قالت : { nindex.php?page=hadith&LINKID=64140أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أفاق ، فقال : أصلي بالناس ؟ قلنا : لا ، الحديث إلى أن قال : فخرج بين ثويبة وبريرة ، فأجلستاه إلى جنب أبي بكر ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ، وهو جالس ، وأبو بكر قائم يصلي بصلاة رسول الله ، والناس يصلون بصلاة أبي بكر } ، ثم قال : وقد خالف نعيم بن أبي هند في هذا الخبر ، nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بن أبي النجود ، ثم أخرج عن نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، قالت : { nindex.php?page=hadith&LINKID=64141صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه خلف أبي بكر قاعدا }.
قال nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم بن أبي النجود . ونعيم بن أبي هند حافظان ثقتان .
قال : وأقول ، وبالله التوفيق : إن هذه الأخبار كلها صحيحة ، ليس فيها تعارض ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مرضه الذي مات فيه صلاتين في المسجد : في إحداهما . كان إماما ، وفي الأخرى كان مأموما ، قال : والدليل على ذلك أن في خبر عبيد الله بن عبد الله عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة { nindex.php?page=hadith&LINKID=64142أنه عليه السلام خرج بين رجلين : nindex.php?page=showalam&ids=18العباس . nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي } ، وفي خبر nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق عنهما : { nindex.php?page=hadith&LINKID=64143أنه عليه السلام خرج بين : بريرة . وثويبة }انتهى .
وفي كلام nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ما يقتضي الميل إلى أن حديث : { nindex.php?page=hadith&LINKID=10228إذا صلى جالسا ، فصلوا جلوسا } ، منسوخ ، فإنه قال بعد أن رواه : قال [ ص: 57 ] الحميدي : هذا حديث منسوخ ، لأنه عليه السلام آخر ما صلى صلى قاعدا ، والناس خلفه قيام ، وإنما يؤخذ بالآخر ، فالآخر من فعله عليه السلام . انتهى .
ذكره في عدة مواضع من كتابه ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان لم ير بالنسخ ، فإنه قال بعد أن رواه في " صحيحه " : وفي هذا الخبر بيان واضح أن الإمام إذا صلى قاعدا ، كان على المأمومين أن يصلوا قعودا ، وأفتى به من الصحابة : nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله . nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة . nindex.php?page=showalam&ids=168وأسيد بن حضير . وقيس بن فهد ، ولم يرو عن غيرهم من الصحابة خلاف هذا ، بإسناد متصل . ولا منقطع ، فكان إجماعا ، والإجماع عندنا إجماع الصحابة ، وقد أفتى به من التابعين nindex.php?page=showalam&ids=11867جابر بن زيد ، ولم يرو عن غيره من التابعين خلافه بإسناد صحيح ، ولا واه ، فكان إجماعا من التابعين أيضا .
وأول من أبطل ذلك في الأمة : المغيرة بن مقسم ، وأخذ عنه حماد بن أبي سليمان ، ثم أخذه عن حماد nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة ، ثم عنه أصحابه ، وأعلى حديث احتجوا به ، حديث رواه جابر الجعفي عن الشعبي ، قال عليه السلام : { nindex.php?page=hadith&LINKID=31170لا يؤمن أحد بعدي جالسا } ، وهذا لو صح إسناده لكان مرسلا ، والمرسل عندنا . وما لم يرو سيان ، لأنا لو قبلنا إرسال تابعي ، وإن كان ثقة ، لزمنا قبول مثله عن أتباع التابعين ، وإذا قلنا للزمنا قبوله من أتباع أتباع التابعين ، ويؤدي ذلك إلى أن يقبل من كل أحد ، إذا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا نقض الشريعة ، والعجب أن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبا حنيفة يجرح جابرا الجعفي ويكذبه ، ثم لما أخطره الأمر جعل يحتج بحديثه ، وذلك كما أخبرنا به الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12208أحمد بن أبي الحواري سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12194أبا يحيى الحماني سمعت nindex.php?page=showalam&ids=11990أبا حنيفة ، يقول : ما رأيت فيمن لقيت أفضل من nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ، ولا لقيت فيمن لقيت أكذب من جابر الجعفي ، ما أتيته بشيء من رأيي قط إلا جاءني فيه بحديث ، وقد ذكرنا ترجمة جابر الجعفي في " كتاب الضعفاء " . انتهى كلامه .
وحديث جابر الجعفي هذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، ثم nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " سننهما " عن جابر الجعفي عن الشعبي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=31170لا يؤمن أحد بعدي جالسا }.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : لم يروه عن الشعبي غير جابر الجعفي ، وهو متروك ، والحديث مرسل لا تقوم به حجة . انتهى .
وقال عبد الحق في " أحكامه " : ورواه عن الجعفي nindex.php?page=showalam&ids=16878مجالد ، وهو أيضا ضعيف . انتهى .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " المعرفة " : الحديث مرسل لا تقوم به حجة ، وفيه جابر الجعفي ، وهو متروك في روايته مذموم في رأيه ، ثم قد اختلف عليه فيه ، فرواه [ ص: 58 ] nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة عنه ، كما تقدم ، ورواه ابن طهمان عنه عن الحكم ، قال : كتب nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : لا يؤمن أحد جالسا بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا مرسل موقوف ، ثم أسند عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16503عبد الوهاب الثقفي عن يحيى بن سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير { nindex.php?page=hadith&LINKID=64144عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر أنه صلى ، وهو مريض جالسا ، وصلى الناس خلفه جلوسا }.
وأخبرنا الثقفي عن يحيى بن سعيد أن nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن حضير فعل مثل ذلك ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : وإنما فعلا مثل ذلك ، لأنهما لم يعلما بالناسخ ، وكذلك ما حكي عن غيرهم من الصحابة أنهم أموا جالسين ، ومن خلفهم جلوس ، محمول على أنه لم يبلغهم النسخ ، وعلم الخاصة يوجد عند بعض ، ويعزب عن بعض . انتهى .
وقال الحازمي في " كتابه الناسخ والمنسوخ " : اختلف الناس في nindex.php?page=treesubj&link=1722_1727 " الإمام " يصلي بالناس جالسا من مرض ، فقالت طائفة : يصلون قعودا ، اقتداء به ، واحتجوا بحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة . وحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون ، وقد فعله أربعة من الصحابة : nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة nindex.php?page=showalam&ids=168وأسيد بن حضير وقيس بن فهد ، وقال أكثر أهل العلم : يصلون قياما : ولا يتابعونه في الجلوس .
وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، وادعوا نسخ تلك الأحاديث بأحاديث أخرى : منها حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة في " الصحيحين " أنه عليه السلام { nindex.php?page=hadith&LINKID=64145صلى بالناس جالسا ، وأبو بكر خلفه قائم } ، يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم والناس يقتدون بصلاة أبي بكر ، وليس المراد أن أبا بكر كان إماما حقيقة ، لأن الصلاة لا تصح بإمامين ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان الإمام ، وأبو بكر كان يبلغ الناس ، فسمي لذلك إماما ، والله أعلم . انتهى كلامه .
واعلم أنه لا يقوى الاحتجاج على nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة المذكور : { nindex.php?page=hadith&LINKID=64146أنه عليه السلام صلى جالسا ، والناس خلفه قيام } ، بل ولا يصلح ، لأنه يجوز صلاة القائم خلف من شرع في صلاته قائما ، ثم قعد لعذر ، ويجعلون هذا منه ، سيما ، وقد ورد في بعض طرق الحديث : { nindex.php?page=hadith&LINKID=64147أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ في القراءة من حيث انتهى إليه أبو بكر } ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في " سننه " . nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد في " مسنده " ، قال ابن القطان في " كتابه الوهم والإيهام " : وهي رواية مرسلة ، فإنها ليست من رواية nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما رواها nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن أبيه nindex.php?page=showalam&ids=18العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم لذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار في " مسنده " بسند فيه nindex.php?page=showalam&ids=16833قيس بن الربيع ، وهو ضعيف ، ثم ذكر له مثالب في دينه .
قال : وكان nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس كثيرا ما يرسل ، ولا يذكر من حدثه ، حتى قالوا : إن جميع مسموعاته سبعة عشر حديثا ، وقيل : أكثر من ذلك ، [ ص: 59 ] جمعها الحميدي وغيره ، والصحيح الذي ينبغي العمل به ، هو أن يحمل أحاديثه كلها على السماع المتصل ، حتى يظهر من دليل خارج ، أنه سمع هذا الحديث بواسطة ، فيقال حينئذ : إنه مرسل ، وذلك نحو هذا الحديث . انتهى .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=18العباس هذا الذي أشار إليه ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار في " مسنده " من حديث قيس عن عبد الله بن أبي السفر عن أرقم بن شرحبيل عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن nindex.php?page=showalam&ids=18العباس ، قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=64148خرج النبي صلى الله عليه وسلم . وأبو بكر يصلي بالناس ، فقرأ من حيث انتهى إليه أبو بكر }انتهى .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار لا نعلم هذا الكلام يروى إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد . انتهى . قلت : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من غير طريق قيس ، فقال : حدثنا علي بن محمد ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=64149لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره ، إلى أن قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم في القراءة من حيث كان بلغ أبو بكر }.
قال nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : وكذا السنة ، مختصر .