الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
فصل الخامس : nindex.php?page=treesubj&link=5871_5872شركة المفاوضة ، وهي أن يدخلا في الشركة الأكساب النادرة كوجدان لقطة أو ركاز ، وما يحصل لهما من ميراث ، وما يلزم أحدهما من ضمان غصب ، أو أرش جناية ، ونحو ذلك ، فهذه شركة فاسدة .
( الخامس nindex.php?page=treesubj&link=5871_5872شركة المفاوضة ) وهي مفاعلة ، يقال : فاوضه مفاوضة أي جازاه ، وتفاوضوا في الأمر أي فاوض بعضهم بعضا ( وهي أن يدخلا في الشركة الأكساب النادرة كوجدان ) بكسر الواو مصدر وجد ( لقطة أو ركاز ، وما يحصل لهما من ميراث ، وما يلزم أحدهما من ضمان غصب ، أو أرش جناية ، ونحو ذلك ، فهذه شركة فاسدة ) نص عليه ; لأنه يكثر فيها الغرر ، ولم تصح بين مسلم وذمي ، فلم تصح بين المسلمين كسائر العقود المنهي عنها ، ولأن حصول الكسب فيها وهم ، ولأنها تضمنت كفالة وغيرها مما لا يقتضيه العقد ، فكانت باطلة ، والثاني تفويض كل منهما إلى صاحبه شراء ، وبيعا ، ومضاربة ، وتوكيلا وابتياعا في الذمة ، ومسافرة بالمال ، وارتهانا ، وضمان ما يرى من الأعمال ، فشركة صحيحة [ ص: 44 ] وكذا لو اشتركا في كل ما ثبت لهما أو عليهما إن لم يدخلا فيها كسبا نادرا وغرامة ، وأطلق في " المحرر " أن شرط أن يشتركا في كل ما ثبت لهما أو عليهما كشرط فاسد ، وذكره في " الرعاية " قولا وفي طريقة بعض أصحابنا شركة المفاوضة أن يقول : أنت شريكي في كل ما يحصل لي بأي جهة كانت من إرث وغيره ، وفيها روايتان ، المنصور لا يصح ، والله أعلم .