[ ص: 177 ] والنجم والشجر يسجدان
والنجم أي: النبات الذي ينجم أي: يطلع من الأرض ولا ساق له. والشجر أي: الذي له ساق. يسجدان أي: ينقادان له تعالى فيما يريد بهما طبعا انقياد الساجدين من المكلفين طوعا، والجملتان خبران آخران لـ"الرحمن" جردتا عن الرابط اللفظي تعويلا على كمال قوة الارتباط المعنوي إذ لا يتوهم ذهاب الوهم إلى كون حال الشمس والقمر بتسخير غيره تعالى ولا إلى كون سجود النجم والشجر لما سواه تعالى كأنه قيل: الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان له، وإخلاء الجملة الأولى عن العاطف لما ذكر من قبل وتوسيط العاطف بينها وبين الثانية لتناسبهما من حيث التقابل لما أن الشمس والقمر علويان والنجم والشجر سفليان ومن حيث إن كلا من حال العلويين وحال السفليين من باب الانقياد لأمر الله عز وجل.