الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            10245 وعن عروة بن الزبير قال : وفر عكرمة بن أبي جهل عامدا إلى اليمن ، وأقبلت أم الحكم بنت الحارث بن هشام وهي يومئذ مسلمة ، وهي تحت عكرمة بن أبي جهل فاستأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طلب زوجها ، فأذن لها وأمنه .

                                                                                            فخرجت بعبد لها رومي فراودها عن نفسها ، فلم تزل تمنيه وتقرب له حتى أدلت على أناس من عك فاستعانتهم عليه فأوثقوه ، فأدركت زوجها ببعض تهامة ، وقد كان ركب سفينة فلما جلس فيها نادى باللات والعزى ، فقال أصحاب السفينة : لا يجوز أن تدعو ها هنا أحدا إلا الله وحده مخلصا . فقال عكرمة : والله لئن كان في البحر إنه لفي البر وحده ، فأقسم بالله لأرجعن إلى محمد ، صلى الله عليه وسلم .

                                                                                            فرجع عكرمة مع امرأته فدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعه ، وقبل منه . ودخل رجل من هذيل حين هزمت بنو بكر على امرأته فارا ، فلامته وعجزته وعيرته بالفرار ، فقال :

                                                                                            وأنت لو رأيتنا بالخندمه إذ فر صفوان وفر عكرمه     ولحقتنا بالسيوف المسلمه
                                                                                            يقطعن كل ساعد وجمجمه     لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه

                                                                                            [ ص: 175 ] رواه الطبراني وهو مرسل ، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية